نظم محتجون في سائر أنحاء فرنسا مسيرات احتجاج، تعبيراً عن غضبهم بشأن إصلاحات قوانين العمل التي تتبناها حكومة البلاد الاشتراكية.
ويأمل مسؤولون في أن تضخ الإصلاحات مزيداً من المرونة في سوق العمل الراكدة بالبلاد، إلا أن الكثير من العمال يخشون أن تؤدي تلك التعديلات فقط إلى إضعاف مظلة الحماية الاشتراكية السخية بالبلاد.
وأحصت وسائل إعلام محلية نحو 200 تظاهرة في أنحاء فرنسا، منها مسيرة في باريس انطلقت من ساحة الجمهورية، وهو موقع اعتصامات مستمرة على غرار اعتصامات "احتلوا وول ستريت".
ويزيد استمرار الاضطرابات بشأن إصلاحات قوانين العمل الضغوط على حكومة الاشتراكيين الحاكمة في فرنسا، التي أجبرت بالفعل على التراجع عن مقترحات أمنية تضمنت نزع الجنسية الفرنسية عن مزدوجي الجنسية المدانين بالإرهاب.
وأفادت الشرطة بوقوع اشتباكات متفرقة في مدينة رين غرب البلاد. وسجل سقوط عدد من الجرحى خلال مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في المدينة. وكانت السلطات المحلية منعت الدخول إلى الوسط التاريخي لمدينة رين، الذي شهد مواجهات خلال الأيام القليلة الماضية.
إلا أن بعض الشبان الملثمين حاولوا خرق الطوق الأمني حول وسط المدينة، فاستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريقهم.
وأعلنت الشرطة أن ثلاثة عناصر من قوات الأمن أصيبوا بجروح خلال المواجهات، ونقلوا إلى المستشفى. وأعلن مسؤول في نقابة "إف أو" سقوط 19 جريحا في صفوف المتظاهرين، الرقم الذي لم يتأكد رسميا. كما أصيب مصور صحافي في رأسه ونقل إلى المستشفى، حسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس.
وأصيب عدد كبير من المتظاهرين بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع، وكان القسم الأكبر منهم يتألف من موظفين وعائلات مع أطفالها ومتقاعدين.
وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بـ 1700 شخص. وبعد أن دخلت الحركة الاحتجاجية شهرها الثاني دعت نقابات موظفين وطلاب وتلامذة للمرة السادسة الفرنسيين إلى التظاهر للمطالبة بسحب إصلاح قانون العمل.
وفي باريس انطلق آلاف الأشخاص في تظاهرة، وهم يطلقون هتافات مثل "لن نتراجع"، في حين حملوا لافتات كتب عليها "الشعب استيقظ" أو مجرد "لا".
ويبدو أن نسبة الحشد تراجعت مقارنة بالتظاهرات الأخيرة التي جرت في 31 مارس/ آذارالماضي عندما نزل 390 ألف شخص في كافة أنحاء فرنسا إلى الشارع حسب الشرطة، في حين قال منظمو التظاهرات إنهم كانوا مليوناً ومئتي ألف متطاهر.
وأعاد المنظمون تراجع عدد المتظاهرين إلى العطلة المدرسية التي غطت نحو ثلثي الأراضي الفرنسية.
وقال وليام مارتينه، رئيس أبرز نقابة للطلاب في فرنسا: "بالتأكيد إن شكل التعبئة يتغير بوجود عدد كبير من الطلاب والتلامذة في عطلة".
وتدافع الحكومة الاشتراكية عن هذا الإصلاح لقانون العمل الذي تعتبر أنه سيحد من البطالة التي تصل إلى نحو عشرة بالمائة من السكان العاملين. إلا أن المعارضين يعتبرون أن هذا الإصلاح يفيد أرباب العمل، وينتقدون المعايير التي وضعت لتبرير عمليات الصرف لأسباب اقتصادية.