فرنسا: ثلث أنصار ميلانشون سيصوّتون لصالح ماكرون

لم تؤثر مغازلات المرشح الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لجان لوك ميلانشون، على الفجوة الواسعة بين جمهور الأخير والمرشح الأبرز في الانتخابات الفرنسية. ولم تؤثر أيضا الدعوات المنهمرة على هؤلاء الناخبين، وهم في حدود 7 ملايين شخص، من كل حدب وصوب، من أجل التصويت لصالحه.

ولعلّ كل من شارك في تظاهرة فاتح مايو/ أيار، والتي حضر فيها أنصار ميلانشون بكثافة إلى جانب مناضلي بعض المركزيات النقابية التي لم تتلفظ أي واحدة منها باسم ماكرون، يكتشف كم كان من الصعب عليهم قبول فكرة التصويت لصالحه، وخصوصا أنهم يتهمونه بأنه رجل فرانسوا هولاند، وبالتالي فهو الذي ساهم بإقصاء ميلانشون في الدورة الأولى.

كما أن الجفاء الذي عبّر عنه ماكرون، صباح يوم الثلاثاء، إزاء مطالبة ميلانشون له، يوم الأحد الماضي، بإلغاء قانون الشغل المثير للجدل، والذي حرّك مظاهرات شعبية مناهضة خلال أكثر من شهر في فرنسا، ساهم في تعميق الحذر المتبادل بين الطرفين. وهو ما عبر عنه مقرب من ميلانشون، اليوم الاثنين، بالقول إن ماكرون لم يأخذ نتائج الدورة الأولى بعين الاعتبار، أي أنه لم يأخذ موقف 7 ملايين ناخب مأخذ الجد.

وعلى الرغم من أن موقف ميلانشون من التصويت في الدورة الثانية كان معروفا قبل أيام، وكرره غير ما مرة، وهو أنه لن يصوت لصالح مارين لوبان، ولكنه لم يقل، ولن يقول ما إذا كان سيصوت لصالح ماكرون أم أنه سيضع ورقة بيضاء، علما أنه سيذهب للتصويت، إلا أن موقف مناضلي "فرنسا غير الخاضعة"، لم يكن معروفا في انتظار التصويت.

وظهر موقف غالبية أنصار ميلانشون، اليوم، من تصويت يوم الأحد القادم. فقد عبّر نحو 243 ألفا و128 شخصا من بين 440 ألف شخص، عن موقفهم. وكشف نحو 36.12 في المائة عن نيتهم استخدام الورقة البيضاء، في حين أن 34.83 في المائة من المُدلين برأيهم قرروا التصويت لصالح إيمانويل ماكرون ضد مارين لوبان، أما 29.05 في المائة فقد أبدوا رغبتهم في الامتناع عن التصويت. وهو ما قد يرفع "جيش" الراغبين في استخدام هذا التصويت، والذي يرى كلا المرشحين أن من واجبه محاولة استعطافهم.           

فيما قرر تجمع "أصدقاء أفريقيا" الدعوة للتصويت لصالح ماكرون. وأكد التجمع على هامش اجتماع سيعقد مع ممثلي ماكرون، مساء اليوم، على الخطورة التي يشكلها انتخاب مارين لوبان على الجمهورية الفرنسية وأيضا على الفرنسيين من أصول أفريقية وعلى عموم المهاجرين وأبنائهم.

وفي السياق، وكما كان منتظرا من قبل، أعلنت الصحيفة الفرنسية الساخرة، لوكنار أونشينيه، أن الشرطة القضائية وجهت استدعاء إلى أحد مدرائها، إضافة إلى أحد الصحافيين، ليوم 11 مايو/أيار الحالي. بعد أن وعدد المرشح اليميني الفاشل فرانسوا فيون، بمقاضاتها.

وكان فيون قد توعد كل الصحافيين الذين اتهموه بمنح وظائف شغل وهمية لزوجته بينيولي ولابنيه، باللجوء إلى القضاء. كما أنه يَعتبر الصحيفة الفرنسية مسؤولة، بشكل كبير، عن إقصائه من الدورة الثانية للرئاسيات.   ​