فرنسا: هولاند لن يترشح لولاية رئاسية ثانية

باريس

عبد الإله الصالحي

avata
عبد الإله الصالحي
01 ديسمبر 2016
77452F58-16B8-4F81-8FA8-9A3709C5AADF
+ الخط -
في خطاب مفاجئ، مباشرة من قصر الإليزيه، مساء اليوم الخميس، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مايو/أيار المقبل.


ودافع هولاند، في خطابه المقتضب، عن حصيلته الرئاسية، وركّز على جوانبها الإيجابية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. وأكد أنه نجح في خفض نسبة البطالة، ودافع عن القطاع العام، واتخذ تدابير ضرورية لحماية الفرنسيين ضد الإرهاب، الذي وصل أقصى درجاته خلال ولايته الرئاسية. وأقر هولاند أنه أخطأ في تقديمه مشروع قانون سحب الجنسية عن الفرنسيين الضالعين في أعمال إرهابية، كونه خلق حالة من الانقسام، بدل أن يخلق إجماعاً وطنياً كما كان يتمنى.


وحتى قبل الخطاب بدقائق قليلة، لم يكن أحد على علم بطبيعة القرار الذي كان سيتخذه هولاند بشأن الانتخابات الرئاسية. وبدا واضحاً أن الرئيس الفرنسي حضّر هذا الخطاب في سرّية تامة، وفي أجواء من الكتمان الشديد.


وشكّل هذا الخطاب مفاجأة كبيرة في فرنسا، ولم يتم الإعلان عنه سوى قبل عشر دقائق من بثّه في التلفزيون مباشرة من قصر الرئاسة. وحتى المقرّبون من الرئيس لم يكونوا على علم بهذه المبادرة. وخلق الإعلان عن الخطاب حالة استنفار قصوى في كل وسائل الإعلام الفرنسية، التي قطعت برامجها لتبث خطاب هولاند على وجه السرعة.


ويشكّل قرار هولاند حدثاً استثنائياً في فرنسا، لأنها أول مرة يتخلى فيها رئيس فرنسي منتهية ولايته عن الترشح لولاية ثانية منذ عام 1958. وقبل هولاند، تمكّن ثلاثة رؤساء من الفوز بولاية رئاسية ثانية، وهم شارل ديغول، وفرانسوا ميتران، وجاك شيراك. وفشل رئيسان في الفوز بولاية ثانية، على الرغم من ترشّحهما، وهما فاليري جيسكار ديستان، ونيكولا ساركوزي، بينما توفّي الرئيس، جورج بومبيدو، خلال ولايته الرئاسية عام 1974.




ويأتي تخلّي هولاند عن الترشح لولاية ثانية في سياق شهدت فيه شعبيته لدى الرأي العام تدنياً غير مسبوق، وأجمعت استطلاعات الرأي، منذ شهور عدة، على عدم رغبة الفرنسيين في أن يترشح هولاند لولاية رئاسية ثانية.


كما أن هولاند يواجه معارضة شديدة داخل الحزب الاشتراكي، وفي صفوف اليسار الفرنسي بشكل عام. وكان من المتوقع أنه، في حال ترشحه لولاية ثانية، كان سيواجه منافسيه في الانتخابات التمهيدية من موقع ضعف، وهذا ما دفع به، على الأرجح، إلى التخلي عن خيار الترشح، بسبب غياب الإجماع حول شخصه في البيت الاشتراكي.


وعبّر عدد من الوزراء الاشتراكيين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، مانويل فالس، ووزير الدفاع، جان ايف لودريان، ووزيرة البيئة، سيغولين راويال، أخيراً، عن عدم اقتناعهم بحظوظ هولاند في الفوز بولاية رئاسية ثانية في حال ترشحه. كما أن ترشح وزير الاقتصاد السابق في الحكومة الاشتراكية، إيمانويل ماكرون، للانتخابات الرئاسية، شكّل ضربة موجعة لهولاند، وخلق حالة من البلبلة في صفوف الاشتراكيين.


ويشكّل تخلي هولاند عن الترشح لولاية رئاسية ثانية، والانسحاب من المشهد السياسي، مفاجأة كبيرة تضاف إلى الهزيمة المفاجئة للرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، في الانتخابات التمهيدية في صفوف اليمين والوسط، وإقصائه المبكر منها. ويعتبر انسحاب هولاند وساركوزي من المشهد السياسي الفرنسي طيّاً لصفحة كاملة من التاريخ السياسي الفرنسي الحديث، خاصة وأن الاثنين كانا، حتى وقت قريب، يحضّران نفسيهما إلى معركة ثنائية في الرئاسيات القادمة.


ومن بين ردود الأفعال الأولى، تصريح المرشح اليميني، فرانسوا فيون، الذي اعتبر أن تخلي هولاند عن الترشح لولاية ثانية يعكس "فشله الذريع خلال ولايته الرئاسية. وقال فيون "إن ولاية هولاند تنتهي في فوضى عارمة، وتعكس اندحار سلطته".

وتتّجه الأنظار بقوة الآن إلى رئيس الوزراء، مانويل فالس، الذي لطالما ردّد أنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، في حال قرر هولاند عدم الترشح لها. ومن المتوقع أن يبادر فالس إلى إعلان ترشحه في الأيام القليلة القادمة، ويخوض سباق الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الاشتراكي التي ستنظم في يناير/كانون الثاني المقبل.

ذات صلة

الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة

منوعات

تراجعت مجلة فوربس عن حفل تكريم أكثر 40 امرأة تأثيراً في فرنسا، وذلك بعد حملة تحريض في باريس، على المحامية من أصول فرنسية ريما حسن