تتجه الأنظار، اليوم الخميس، إلى ملعب الفيلودروم في مرسيليا، والذي يحتضن قمة الدور نصف النهائي لبطولة أمم أوروبا، والذي يجمع بين المنتخب الفرنسي مستضيف البطولة، والمنتخب الألماني أبرز المرشحين للتتويج باللقب.
الفرنسيون سيدخلون المواجهة، محملين بـ"كلمات سر" هامة، قد تشكل مفاتيح ذهبية لتجاوز المنتخب الألماني وبلوغ الدور النهائي، في مواجهة يعتبرها جل الملاحظين نهائيا قبل الأوان، وأصعب خطوة في طريق الفوز باللقب.
جحيم الفيلودروم
من لا يعرف الأجواء في ملعب "الفيلودروم"، فعليه أن يسأل نجوم الكرة الذين سنحت لهم الفرصة لمواجهة أولمبيك مارسيليا، المشجعون هناك لا يهتمون بالمباراة ولا بنتيجتها، خلافا لجماهير باريس سان جيرمان أو أولمبيك ليون أو غيرها.
جماهير مارسيليا ترفع شعارها الذي يعرفه كل المنافسين "إما الفوز أو الفوز"، وجودها يسلط ضغطا كبيرا على المنافس منذ أن تطأ قدماه ميدان المباراة، والمنتخب الألماني سيكتشف اليوم هذا الأمر فور وصوله إلى الفيلودروم.
قال ديدي ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي، بعد الفوز على أيسلندا، والتأهل إلى الدور نصف النهائي: "لا تنسوا، سنواجه ألمانيا في الفيلودروم، الأجواء هناك تختلف تماما، أجواء مباراة في كرة القدم، أنا أكون دائما متحمسا للعب أمام جماهير مارسيليا".
وكلام المدرب الفرنسي يعكس حقيقة الأجواء التي تنتظر المنتخب الألماني، ومثل مدربه، قال حارس المنتخب الفرنسي، هيغو لوريس: "سنلعب مباراة نصف النهائي أمام جماهيرنا، الأجواء في الفيلودروم رائعة، وخاصة جدا، تجعلك متأكدا دائما من قدرتك على الفوز، وتدفعك دائما لتقديم المزيد، أنا متشوق للعب أمام جماهير مارسيليا".
فرصة للثأر
سيجد المنتخب الفرنسي نفسه اليوم أمام فرصة ثمينة للثأر من المنتخب الألماني الذي كان أقصاه منذ عامين من الدور ربع النهائي لكأس العالم 2014 في البرازيل، خاصة أن منتخب الديكة سيستفيد من دعم جماهيره، عندما يواجه منتخب ألمانيا.
وقد أكد أكثر من لاعب في صفوف المنتخب الفرنسي، وجود ثأر داخل هذه المباراة، وأن الهزيمة أمام "المانشفت" في مونديال البرازيل، مازالت راسخة في الأذهان، وأن مباراة الدور نصف النهائي فرصة مواتية لإعادة الضربة.
فقال باتريس ايفرا لاعب المنتخب الفرنسي، في تصريح لصحيفة "ليكيب" الفرنسية: "ستكون فرصة مواتية للثأر"، وذهب المهاجم أوليفي جيرو في نفس الاتجاه عندما تحدث عن "رغبة شديدة تحدو اللاعبين للثأر من الهزيمة في كأس العالم، لدينا العزيمة والروح لنؤكد أننا قادرون على هزيمتهم".
المهم في كل هذا أن يكون المنتخبان في مستوى تطلعات الجماهير وعشاق كرة القدم، الذين يمنون النفس بمتابعة مباراة تليق بحجم كل منتخب، وأن تكون المواجهة بالفعل نهائيا قبل الأوان، وليكن الفوز للأجدر، ولمن يثبت علو كعبه فوق الميدان.