بعدما أعلنت إسرائيل عن إجراء تجربة لاعتراض صواريخ بعيدة المدى، بواسطة منظومة صواريخ حيتس3، ذكرت الصحف الإسرائيلية أنّ التجربة التي كانت مقررةً أمس الثلاثاء، قد فشلت باعتراض الصاروخ البعيد المدى بسبب "مشاكل فنية".
ولفتت إلى أن التجربة اقتصرت على إطلاق الصاروخ المحاكي للصواريخ الإيرانية، وهو صاروخ "أنكور"، من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وقادر على الوصول إلى سرعة آلاف الكيلومترات في الساعة، وقد تمّ إطلاقه من على متن مقاتلة من طراز إف 15، من عرض البحر المتوسط باتجاه إسرائيل.
ووفقاً لما أوردته صحيفة "هآرتس"، فإنّ صاروخ حيتس3 الإسرائيلي، لم يتمكّن من رصد الصاروخ المحاكي للصاروخ الإيراني لأسباب فنية، وإن وزارة الأمن الإسرائيلية، رفضت أن توضح ماهية الشروط اللازمة لإطلاق صاروخ حيتس3، بعدما ادّعت أن الظروف لم تنضج بعد.
وكانت وكالة "رويترز"، قد فضحت في واقع الحال الفشل الإسرائيلي، عندما نشرت أنّ وزارة الأمن الإسرائيلية كانت تعتزم إجراء تجربة كاملة لإطلاق صاروخ بعيد المدى، ومن ثم اعتراضه بواسطة منظومة حيتس، علما أنّ بيان وزارة الأمن الإسرائيلية الرسمي، لم يشر إلى ذلك.
واضطرت الوزارة الإسرائيلية إلى الاعتراف لاحقاً، بأنّ التجربة الكاملة لم تتمّ، لأنّ ظروف إطلاق "صاروخ حيتس الاعتراضي، لم تنضج بعد".
هذا وأشارت الصحف إلى أنّ التجربة التي فشلت أمس، هي ثاني تجربة تجريها إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما أجرت تجربة سابقة مماثلة في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، لكنها باءت بالفشل أيضاً.
بدورها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ "تجربة الأمس الفاشلة"، شكّلت حرجاً لإسرائيل، إذ إنّ وفداً من كبار المسؤولين في وزارة الأمن الأميركية، وشركة بوينج المشاركة في تطوير صواريخ حيتس مع الصناعات الجوية الإسرائيلية، وصل خصيصاً إلى إسرائيل لمطالعة التجربة ومراقبة اعتراضها للصواريخ، لكن العملية فشلت".
لم يتم إطلاق صاروخ حيتس3، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فبالإضافة إلى الفشل في اعتراض الصاروخ، فقد فشلت وزارة الأمن إعلامياً عندما أوحت في بيانها الأول أنّ التجربة كانت ناجحة، وأن الصاروخ المحاكي للصاروخ الإيراني أطلق بنجاح، إلا أن تقرير وكالة رويترز، كشف أن منظومة حيتس لم تستطع رصد الصاروخ المذكور.
يشار إلى أنّ إسرائيل تولي أهمية كبيرة لمشروع حيتس3، باعتباره الجواب على الصواريخ البعيدة المدى والعابرة للقارات. وتقوم بتطويره منذ 5 أعوام، بتمويل أميركي وبالتعاون مع شركة "بوينج".