وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم السبت، شكر غريفيث وفد الحكومة اليمنية على التزامه بالحضور إلى جنيف، مشيراً إلى "تحقيق تقدم جيد في المشاورات مع الوفد".
وقال "لم نكن قادرين على حل المسائل الخاصة بقدوم وفد الحوثيين إلى جنيف، وحتى الساعة لم نتلقَ رداً بشأن وصوله".
ويمثل تصريح غريفيث، إعلاناً بفشل الجولة التي استمر بالتحضير لها على مدى أشهر، وأصدر مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء الماضي، بياناً صحافياً لدعمها.
في المقابل، وجّه وزير الخارجية اليمني، رئيس الوفد الحكومي المشارك في مشاورات جنيف، خالد اليماني، السبت، انتقادات للمبعوث الأممي، واعتبر أن تصريحاته جاءت لتبرر عدم حضور وفد الحوثيين.
وقال في مؤتمر صحافي عقب إعلان فشل مشاورات جنيف، "إن تصريحات غريفيث بررت للحوثيين الغياب عن المحادثات وإنها تدافع عن مواقفهم".
وأمل أن يكون المجتمع الدولي أكثر جدية في التعامل مع الحوثيين"، لافتاً إلى "أنهم أتوا إلى جنيف ليتأكد الجميع أن الجماعة الانقلابية غير جادة بالسلام".
وتابع "الانقلابيون معتادون على إفشال أي مشاورات سلام"، داعياً المجتمع الدولي إلى توجيه رسائل حازمة وحاسمة، عندما يتم خرق التزام مهم كالحضور إلى جنيف.
ونقلت "رويترز" عن دبلوماسي ومبعوث للحكومة اليمنية، قوله "ليست هناك توقعات بمجيء الحوثيين، وفد الحكومة سيغادر اليوم".
وحتى مساء أمس الجمعة، كان وفد الحوثيين وحلفائهم من حزب "المؤتمر الشعبي العام" الخاضع للجماعة، لا يزال في صنعاء، كما أكدت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، مع تعذر تحقيق اختراق سياسي يسمح بسفره بالطريقة التي يطالب بها، على متن طائرة عُمانية، تنقل في طريقها ذهاباً وإياباً إلى ومن مطار صنعاء أعداداً من الجرحى للعلاج خارج البلاد.
ومنح التحالف بقيادة السعودية تصريحاً لطائرة تابعة للأمم المتحدة بنقل الوفد من صنعاء، إلا أن الجماعة طالبت بأن يتم نقلهم على متن طائرة عُمانية، تحمل جرحى خضعوا للعلاج خارج البلاد إلى صنعاء والعكس، وهو ما رفضه التحالف.
الحوثي يتهم التحالف بإفشال مشاروات جنيف
وفي وقت لاحق اتهم عبد الملك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، دول التحالف العسكري (السعودية والإمارات) بإفشال مشاروات جنيف، قائلا في خطاب متلفز، مساء اليوم:"لا يوجد مبرر لعرقلة سفر الوفد الوطني المفاوض الذي أراد فقط الوصول إلى جنيف بأمان والعودة إلى صنعاء بأمان بعد انتهاء المفاوضات".
وأضاف "اشترطوا (دول التحالف) عدم اصطحاب أي مريض أو مريضة أو جريح ولا أي أحد مع الوفد المفاوض وهذا ليس من حقهم".
وذكر زعيم الجماعة، أنّ الوفد المفاوض، في الجولة الأولى من المفاوضات في جنيف، "تعرّض لمخاطر متعددة"، وكشف أنّ الجماعة أطلقت سراح أميركيين عقب الجولة السابقة من المفاوضات مقابل السماح للوفد بالعودة إلى البلاد.
وقال "لم نتمكن من إعادة الوفد الوطني المفاوض، آنذاك، إلا من خلال عملية تبادل، بعد أن ألقى الأمن القومي القبض على جواسيس أميركيين في اليمن، وتمت مبادلتهم بالوفد المفاوض".
وطالب وفد الحوثيين، بطائرة عُمانية لنقله إلى جنيف، رافضاً السفر على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة.
وبرّر الحوثي موقفه هذا بالقول "كان المطلوب أن يحظى الوفد الوطني بحقه في الحصول على نقل آمن عبر طيران دولة محايدة ليست شريكة في العدوان"، في إشارة إلى سلطنة عُمان.
وتابع "لم نعارض أن تكون الصين أو روسيا، بل حتى الكويت، الدولة التي تؤمن نقل الوفد المفاوض إلى جنيف".
وقال إنّ "طائرات الأمم المتحدة نفسها تتعرّض للاختطاف من الطيران الحربي المعادي وإرغامها على الهبوط في مطارات السعودية وغيرها بطريقة مهينة ومذلة".
وتحدّث زعيم الجماعة عن "تصعيد عسكري سواء بالعمليات البرية أو الجوية"، موضحاً أنّ "التصعيد يتمحور في جبهات الساحل الغربي وفي الحدود مع السعودية"، متوعداً بأنّ "التصدي للعدوان خيار لا مناص منه لأنه يمثل الموقف المسؤول والصحيح".