الفلسطينيون عن إسقاط مشروع القرار الرافض لاتفاق التطبيع الإماراتي: الجامعة العربية أعلنت بيان نعيها
قوبل رفض المجلس الوزاري للجامعة العربية مساء الأربعاء، لمشروع القرار الفلسطيني بشأن الاتفاق الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي التطبيعي، بتأكيد فلسطيني على أنه دليل إضافي على خواء الجامعة العربية وسقوطها في الموقع المعادي لشعوبها، مشيرين إلى أن ما جرى "سقوط لهم لا لفلسطين"، وأن الجامعة أعلنت بيان نعيها.
ودانت حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، إسقاط المجلس الوزاري للجامعة العربية المشروع الفلسطيني، واعتبرت حماس في تصريح وصل "العربي الجديد" نسخة منه، رفض الجامعة العربية القرار الفلسطيني على الضعف الذي يعتريه بأنه لا يُفسر إلا إمعاناً في تكريس الاحتلال من خلال التغطية والشد على أيادي حكام الإمارات.
وأضافت أن ذلك يعدّ "تخلياً واضحاً من الجامعة العربية عن موقفها في قمة بيروت الذي اشترط الحقوق الفلسطينية قبل التطبيع، ونسفاً لمبرر وجودها الذي قام على أساس الدفاع عن القضايا العربية في مواجهة المخاطر الخارجية وفي مقدمتها احتلال فلسطين، وتنازُلاً منها عن الدور الذي أوكل إليها".
ولفتت حماس إلى أن "الجامعة تغطي على مواقف حكام الإمارات"، مشددة على موقفها الثابت والواضح في تجريم التطبيع وعرابيه، معتبرة ذلك طعناً في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة لقضيته.
ودعت حماس الجامعة العربية إلى التراجع الفوري عن هذه الخطوة التي تشكل انتكاسة لمواقف الجامعة ومبررات وجودها، كما ناشدت الشعوب العربية رفض هذه الخطوة، والضغط على حكوماتهم للتراجع عنها لما يترتب عليها من مخاطر على الحقوق العربية والفلسطينية في المنطقة، وفتح شهية العدو للمزيد من القتل والتهويد والتوسع والاستيطان.
وفي السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ في تغريدة له على موقع "تويتر": "تمخضت الجامعة العربية ولم تلد شيئاً، أشبعت الجميع في المنطقة والإقليم إدانات إلا إسرائيل! السقوط المدوي تحت شعار السيادة الوطنية لتبرير الانبطاح، سقطوا إلا فلسطين، بقيت كما كانت وستبقى سيدة نفسها وحامية لتاريخها، انتصر المال على الكرامة".
ومن جانبها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها، رفض المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي عقد اليوم، اعتماد مشروع القرار الفلسطيني، على عموميته ونواقصه، بشأن الاتفاق الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي، مشيرة إلى أن ذلك تأكيد إضافي على خواء مؤسسة الجامعة العربية وسقوطها، وتحولها عملياً إلى أداة بيد دول التبعية والخيانة لتمرير سياساتها المناقضة لمصالح شعوب الأمة العربية وقضاياها العادلة ودعمها، وفي القلب منها قضية فلسطين.
أكدت فصائل فلسطينية على أن ما حدث هو دليل إضافي على خواء الجامعة العربية وسقوطها في الموقع المعادي لشعوبها
واعتبرت الجبهة الشعبية أن موقف المجلس الوزاري للجامعة هو "انحياز وقح لدولة الإمارات العربية، وتشجيعٌ لها ولدول أخرى بالسير قدماً في التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني، وعقد ما يسمى باتفاقات السلام معه".
ودعت الجبهة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني إلى مواجهة موقف الجامعة العربية بسياسات نقيضة، "تتخلص فيها من الاتفاقيات المعقودة مع الكيان الصهيوني، وسحب الاعتراف به، وتتمسك بكامل الحقوق الوطنية التاريخية في فلسطين، وبناء علاقات مع شعوبنا العربية وقواها الوطنية والتقدمية، بديلاً عن الرهان على الأنظمة العربية وعلى الجامعة العربية التي أعلنت اليوم بيان نعيها".
كما وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها الأربعاء، البيان الختامي لوزراء خارجية الدول العربية، بأنه مخيب للآمال ومدعاة للقلق الشديد، في تجاهله التام للخطوة الإماراتية في انتهاك المبادرة العربية (2002) وقرارات القمم العربية، بمقاطعة دولة الاحتلال إلى أن تنسحب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، وقيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وأضافت الجبهة أن تجاهل البيان الثلاثي، ورفض كل الاقتراحات للإشارة، ولو ضمناً إلى خطورته على قرارات الجامعة العربية ومصالح الشعب الفلسطيني، وقضيته وحقوقه الوطنية، ومصالح الشعوب العربية كافة، من شأنه أن يشكل الدعم الواضح والصريح لخطوات التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، وأن يقود إلى إضعاف جامعة الدول العربية وتهميشها، وتحويلها إلى كيان بلا مضمون، وبلا فعالية، وهو ما يشكل خدمة مجانية للتحالف الأميركي الإسرائيلي، الذي يعمل دون كلل لتفكيك المنظومة العربية، وتفتيتها، ما يعزز من الوجود الإسرائيلي في المنطقة على حساب المصالح القومية والوطنية لشعوبنا العربية.
وقالت الجبهة إن ما يثير الحفيظة، ويدعو للاستنكار، المحاولات المكشوفة التي قامت بها بعض الأطراف لمحاصرة الموقف الفلسطيني في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية، ومنع توزيع مشروع القرار الفلسطيني بشأن البيان الثلاثي، والتهديد بالمقابل، بكل فجاجة ووقاحة بطرح بيان بديل يؤيد التطبيع والالتحاق بالتحالف الأميركي الإسرائيلي.
وأكدت الجبهة أن التاريخ سوف يسجل في صفحات أنه في 9/9/2020 بدأت جامعة الدول العربية خطواتها نحو تفكيك المنظومة العربية، وانفكاكها من حول القضية الفلسطينية، وتوفير الغطاء السياسي للأطراف العربية التي حسمت خيارها لصالح الانتقال من مواقع الصف العربي المتضامن والمتآخي، إلى موقع التحالف الأميركي الإسرائيلي، ودوماً على حساب القضية الوطنية لشعب فلسطين وباقي الشعوب العربية.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، فقد قال في تعقيب له على حسابه في موقع "فيسبوك": "كنا نعرف أن جامعة الدول العربية ليست في مستوى الأحداث التي تعصف بالمنطقة، اجتماعها اليوم على المستوى الوزاري أكد ذلك".