في فلسطين تبقى الحاجة هي أم الاختراع، والمبتكرون يحاولون عادة البحث عن بدائل واقعية لتخرج شعباً يعيش حياته اليومية في ظروف قاسية من تحت أنقاض الإمكانات القليلة.
ويسيطر الاحتلال الإسرائيلي على زمام الأمور الحياتية عند الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ويتحكم في أدق تفاصيل حياتهم المعيشية، وكثيراً ما يدور الحديث عنه في الأروقة عن أزمة هنا وأزمة هناك في غاز الطهي، الأمر الذي دفع ثلاثة من الطلاب الفلسطينيين إلى البحث عن مصدر بديل يمكن كل منزل فلسطيني من إنتاج الغاز بنفسه.
الطلاب الثلاثة عملوا معاً على مدار أربعة أشهر متواصلة، وتمكنوا من ابتكار جهاز يعمل على الكهرباء، يمكنه إنتاج الغاز الطبيعي من مخلفات الطعام في المطبخ، بتكلفة بسيطة لا تقارن مع مشاريع إنتاج مماثلة تم ابتكارها في العالم.
وقال الشباب لـ "العربي الجديد" إنه الابتكار المنزلي الأول في الوطن العربي من ناحية الأمان والفعالية ووقت استخراج الغاز.
ويقول قسام شعابنة (24 عاماً) وهو طالب في تخصص هندسة المواد بجامعة القدس لـ "العربي الجديد" إن الفكرة خرجت من خلال دراستهم لمساق في الجامعة حول إعادة التدوير، واكتشف وزميلاه قاسم طوبال ومعتصم أبو هلال أنه بإمكانهم العمل على فكرة مصدر بديل للطاقة، ووضعوا صوب أعينهم أن يكون جهازاً منزلياً ذا فعالية عالية يمكن لكل عائلة فلسطينية أن تمتلكه.
والجهاز عبارة عن صندوق مغلق، مقسم من ناحية العمل إلى قسمين، الأول يسمى "بالهاضم" وهو الذي يقوم بمهمة إنتاج الغاز، والثاني هو "القمبريصة" ومهمته العمل على سحب الغاز الناتج وتخزينه في صندوق مخصص لهذا الغرض، ويضم الجهاز أيضاً مكاناً لإدخال مخلفات الطعام، ومخرجاً لبقايا الطعام، والتي يمكن استخدامها كسماد طبيعي.
ويعمل الجهاز بواسطة الكهرباء التي تؤمن درجة حرارة كافية لنمو البكتيريا الخاصة بتصنيع الغاز الطبيعي، إضافة إلى أنه يضم أيضاً مستعمرات من بكتيريا تم تصنيعها لتكون أحد محفزات الإنتاج السريع للغاز، كذلك مواد لامتصاص الرطوبة التي تصاحبه.
ويلفت شعابنة إلى أن إنتاج الغاز يتم في فترة تراوح ما بين سبعة إلى عشرة أيام، وأنهم خلال تجربتهم له تمكنوا من إنتاج كمية غاز تم استخدمها لمدة 93 دقيقة متواصلة، من ثلاثة كلغ من مخلفات الطعام.
ومن خلال مشروعهم استطاع الطلبة الثلاثة أن يجدوا مصدراً بديلاً للطاقة، إضافة إلى استغلال مخلفات الطعام في إنتاج غاز يمكن استخدامه للطهي بشكل مباشر، فيما يمكنهم الجهاز أيضاً من استخدام المخلفات الناتجة عن مخلفات الطعام، بعد عملية التصنيع كسماد طبيعي للمزروعات.
ويبحث الفريق في الوقت الحالي عمن يتبنى فكرتهم الصغيرة، ويساعدهم على العمل في تطويرها لتكون مصدر رزق لهم في مستقبلهم، إضافة إلى أن تكون وسيلة متاحة في كل بيت فلسطيني للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة.
اقرأ أيضاً:
3 فلسطينيين يبتكرون أول سترة إلكترونية للمكفوفين
صُنع في غزة.. جهاز لتوليد الأوزون
طالب من الخليل يخترع نظاماً إلكترونياً للمنزل الذكي