فلسطينيون يتظاهرون ضد الضغوط الأميركية للعودة إلى المفاوضات

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
24 اغسطس 2017
634BBCC8-5451-4CEB-8D68-C9D377C38889
+ الخط -



تظاهر العشرات من الفلسطينيين، ظهر اليوم الخميس، وسط مدينة رام الله، ضد الضغوط والإملاءات الأميركية للعودة إلى المفاوضات برعاية الولايات المتحدة، قبيل لقاء مرتقب، اليوم الخميس، بين الوفد الأميركي لعمليّة السلام والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتأتي هذه التظاهرة بالتزامن مع زيارة وفد أميركي إلى رام الله، اليوم، من أجل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي يترأسه جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وعضوية جيسون غرينبلات، المساعد الخاص لترامب والمبعوث الأميركي للمفاوضات الدولية، ودينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية، إذ من المفترض أن يلتقي الوفد بعباس بعد الاجتماع مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الوقفة والتظاهرة تؤكد على ضرورة التمسك بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ورفض الضغوط والإملاءات الأميركية بالعودة إلى المفاوضات برعاية الولايات المتحدة التي جربت على مدى سنوات طويلة ولم تؤدِ إلا إلى المزيد من الاستيطان ونهب الأراضي".

وشدد بكر على أن "أميركا تحاول التسويق للسلام الاقتصادي والسلام الإقليمي المزعوم، وهي محاولة مرفوضة بكل معنى الكلمة، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل كفاحه المشروع لنيل حقوقه، نظرًا لأن الولايات المتحدة الأميركية فقدت دورها كوسيط وراعٍ نزيه لتحقيق عملية سلام يمكن أن تؤدي إلى تسوية؛ فهي تتبنى الرؤية الإسرائيلية القائمة على تكريس الاستيطان وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة. ويتجلى الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل من خلال القوانين الأميركية في الكونغرس ضد الفلسطينيين، ومن خلال دعم الاستيطان".

وأكد بكر أنه يتوجب على القيادة الفلسطينية الذهاب بالقضية الفلسطينية للأمم المتحدة، وتوظيف لمقومات الشعب الفلسطيني تجاه إحقاق حقوقه الوطنية وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، بصفتها قضية تحرر وطني من أجل إنهاء الاحتلال.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لـ"حزب الشعب" الفلسطيني، خالد منصور، لـ"العربي الجديد"، إن "كوشنير يحمل إملاءات وضغوطًا على القيادة الفلسطينية من أجل اعتبار الأسرى والشهداء إرهابيين؛ إن الإرهابي هو نتنياهو والولايات المتحدة التي تدعم الإرهاب، وليس الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقوقه".

وطالب منصور السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بالتصعيد مع الأميركيين، قائلًا: "نحن معكم، يجب أن لا نقبل بالمفاوضات الثنائية بالرعاية الأميركية، فلا ثقة بالأميركان، ولا توجد خطة سلام، كل ما يجري هو من أجل الاستيلاء على الأرض لدعم الاستيطان الإسرائيلي".

وأضاف: "لا يوجد لدى الأميركان موقف واضح ومحدد تجاه حل الدولتين، فلا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث عن حقوق الإسرائيليين ويرى أنه يتوجب على الفلسطينيين أن يقدموا تنازلات"، وأكد أن خطة السلام يجب أن تقوم على الاعتراف بدولة فلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني.


من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، في كلمة له خلال التظاهرة، على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، مشيرًا إلى أن السياسات الأميركية منحازة للاحتلال الإسرائيلي.

وشدد أبو يوسف على ضرورة "رفض الانحياز الأميركي لإسرائيل، وكذلك ضرورة رفض الإملاءات على القيادة الفلسطينية".

الوقفة والتظاهرة التي نظمتها القوى الوطنية والإسلامية، بحضور شخصيات وقيادات فلسطينية، ألقيت فيها عدة كلمات أكدت على ضرورة التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض الموقف الأميركي.

وحرق المشاركون العلم الإسرائيلي وصورة ترامب، فيما رفع آخرون لافتات وهتفوا بهتافات ضد الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل، والذي يحاول الضغط وفرض إملاءات على القيادة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات برعاية أميركية.





المالكي يتوقّع ردودًا أميركية

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم الخميس، إنه "يتوقع من الوفد الأميركي أن يحمل معه ردودًا على الأسئلة التي وجهها الجانب الفلسطيني له، خاصة حيال الموقف من حل الدولتين وإمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967".

وأضاف المالكي، في تصريح للإذاعة الرسمية الفلسطينية، أنه يتوقع من الوفد ردودًا حول الاستيطان، و"هل هناك فرصة تاريخية للاستمرار في عملية تسمح بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي أم أن كل هذه الزيارات مضيعة للوقت؟".

من جانب آخر، قال نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، اليوم الخميس، إن "المبعوثين الأميركيين يستمعون ويتبنون الادعاءات الإسرائيلية، ويأتون إلينا للحديث عن ذلك".

وأضاف العالول، خلال لقاء مع الصحافيين وكتاب الرأي في قطاع غزة عبر "الفيديو كونفرنس"، أن "الإسرائيليين يجرّون الأميركيين نحو هذه القضايا الثانوية، لإبعادهم عن القضية الأساس وهي الحل السياسي، ولدينا موقف حاسم بالخصوص، وأبلغناهم أنه لا بد من صنع السلام بدلا من الحديث عن هذه المواضيع".

وقال: "بذلنا جهودًا كبيرة لتوضيح الصورة للإدارة الأميركية، نحن والأشقاء العرب"، مشيرا إلى التنسيق بين الرئيس محمود عباس ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لطرح الموضوع السياسي والتقدم في عملية السلام.

من جانب آخر، وجه العالول نداء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائلا: "تعالوا إلى كلمة سواء لنوحد صفوفنا، ولنواجه الاحتلال معا، ولا يمكن إخراج قطاع غزة من الحضن الفلسطيني"، ودعاها إلى حل اللجنة الإدارية، موضحا أن "هناك حالة من الاستعصاء للتقدم في الوضع السياسي في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، ونحن نصرخ وحدنا، لأننا في واد وأولويات الأمة في وادٍ آخر، وهي مشغولة بأولوياتها، ما أدى لقلة الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وشجع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على المضي في التنصل من السلام".

وتطرّق العالول إلى قضية القدس، وإجراءات الاحتلال الاستفزازية بالأقصى، وقال: "حققنا انتصارًا في القدس، وأجبرنا الاحتلال على التراجع عن خطواته بحق المسجد الأقصى، وعلينا استثمار ما حدث، والإنجاز الذي حققناه لا بد من استمراره، وهو الانسجام بين القيادة والشعب، والانسجام الداخلي الفلسطيني".

وفي سياق آخر، قال العالول إن "الرئيس عباس وجه نداءً لحركة حماس لأجل الأقصى، وللشعب الفلسطيني، وهذه كانت فرصة، بيد أن ردة فعلها كانت مخيبة للآمال، ونقول إن هذه الفرصة موجودة، ومصرون على تحقيق الوحدة الوطنية".

واعتبر أن "اللجنة الإدارية لحماس هي حكومة لحماس تدير قطاع غزة، وهي تكريس للانفصال، وأقول: همنا الأساسي كيف نبقي على استمرار العمل لتحقيق الوحدة الوطنية، ولن ننهي هذا الأمل، ولا بد من بقاء أمل عودة الوحدة قائمًا".

وعلى صعيد آخر، أكد على ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني في أقرب فرصة ممكنة، لتجديد الشرعيات والأطر، و"هناك ورشة مع أطر منظمة التحرير الفلسطينية وأطر مدنية للتحضير لعقد المجلس، وقطعنا شوطًا كبيرًا بالخصوص، ونحتاج لوقت وجهود لعقده".

وأشار إلى أن "هناك توجهًا للأمم المتحدة قريبًا، لطرح مجموعة أساسية من القضايا، ولنقول للعالم أين القرارات الأممية التي تصدر وآلية تنفيذها؟ وماذا بشأن الدولة الفلسطينية التي اعترفتم بها؟ وأين حدود هذه الدولة؟".

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بقيادة نتنياهو 14 إبريل 2024 (Getty)

سياسة

يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ​​بعد ظهر اليوم الأحد، لمناقشة سلسلة من القضايا، أولها الهجوم المخطط له على إيران.
الصورة
اتخاذ تدابير أمنية بعد أن ضربت مسيرة مقر إقامة نتنياهو 19 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إنّ طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان باتجاه منزل نتنياهو في قيسارية ولم يكن موجوداً هو وعائلته فيه.