بدأ الفلسطينيون، اليوم الجمعة، في الجليل والنقب والمثلث، بإحياء الذكرى الـ43 ليوم الأرض، من خلال نشاطات محلية، وصولاً الى المسيرة التقليدية المركزية، والتي ستجرى يوم غد السبت، في مدينة سخنين.
وشارك المئات في مسيرة في الجديدة المكر، قضاء عكا، ضد مخطط طنطور، بتنظيم لجنة المتابعة والمجلس المحلي واللجنة العشبية، والذي يهدف الى مصادرة أراضٍ فلسطينية خاصة لبناء مدينة غيتو عربي جديد، ولتفريغ أهالي عكا من البلدة القديمة ضمن خطة تهويد الجليل.
في السياق، قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، إنه "على مدار 70 عاماً منذ النكبة، شاهدنا وخبرنا موجات مصادرة هائلة. بعد النكبة، كنا نملك 80 بالمائة من مساحة الأرض، أما اليوم فنحن لا نملك سوى ثلاثة ونصف بالمائة منها. اثنان ونصف في المائة فقط ضمن مسطحات قرانا ومدننا، ولا يعقل وغير مقبول وغير منطقي أبداً أن يعيش 20 في المائة من المواطنين على اثنين ونصف من الأرض. هذا شكل من أشكال الغيتو الذي يفرض على المجتمع العربي التحرك، وهذه البلاد بلادنا، وهذه الأرض أرضنا ولا نقبل أن نعيش كغرباء فيها".
من جهته، قال صائب منصور، عضو اللجنة الشعبية في حراك طنطور، "إننا لا نفصل بين قضية طنطور وقضية يوم الأرض، منذ النكبة وحتى اليوم مصادرة الأراضي لم تتوقف، ولا هدم البيوت ولا التهجير، في النقب والجليل والمثلث والمدن المختلطة. رسالتنا في يوم الأرض أننا مستمرون للبقاء على أرضنا دون أي مساومة، رافضين أي مشروع تهجيري مهما كانت الإغراءات. نحن نقول اليوم في 30 آذار، في الذكرى الـ43 ليوم الأرض، إن دم شهدائنا يروي أرضنا، ولن ننساهم".
وبناءً على بيان من لجنة المتابعة، دعت لجنة المتابعة للجماهير العربية لفلسطيني الداخل، إلى أوسع مشاركة جماهيرية في مختلف نشاطات إحياء الذكرى الـ43 ليوم الأرض. وشددت "المتابعة" على أهمية أن تشكّل الذكرى "صرخة جماهيرية واسعة في مواجهة سياسة التمييز العنصري، سياسة الحرب والاحتلال، خاصة في هذه الأيام التي يشتد فيها العدوان على شعبنا الفلسطيني، بالعدوان الحربي الواسع على قطاع غزة، والحصار الجغرافي والاقتصادي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة".
وفي 30 من مارس/ آذار 1976، سقط ستة شهداء في سخين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة، إثر قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة عشرات آلاف الدونمات من الأراضي العربية في مثلث يوم الأرض.
وسقط ستة شهداء، منهم خير ياسين (23 عاماً) من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 عاماً) من سخنين، وخضر خلالية (27 عاماً) من سخنين، وخديجة شواهنة (23 عاماً) من سخنين، ومحسن طه (15 عاماً) من كفركنا، ورأفت علي زهيري (19 عاماً) من نور شمس.
واندلعت المواجهات في الداخل الفلسطيني عام 1976 في 29 مارس/ آذار في قرية عرابة، التي اقتحمتها المدرعات الإسرائيلية، وأسفرت المواجهات عن سقوط أول شهداء يوم الأرض، خير ياسين، برصاص حرس الحدود.
وفجّر استشهاد خير ياسين الأوضاع في الجليل والمثلث والنقب، فاندلعت تظاهرات صاخبة ومواجهات بين آلاف المتظاهرين العزل في مختلف أنحاء الداخل الفلسطيني، والآلاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود التابعين للاحتلال، بالرغم من فرض حكومة الاحتلال منع التجول والدفع بآلاف الجنود وعناصر الشرطة للبلدات الفلسطينية في الداخل.
ورفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة إسحاق رابين، حينها، التحقيق في سقوط الشهداء والجرحى، محملة المسؤولية لقيادات الجماهير العربية.