وفي السياق نفسه، عقب النائب عن "الجبهة الديموقراطية للسلام" ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، في بيان له عبر "فيسبوك"، قائلاً: "نتنياهو يقوم بخطوة أخرى في طريقه إلى بناء واقع متخيّل، فبعد أن بشّرنا بالفيديو السابق بأنه هو من يهتم لأمر الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ووضح لنا كيف أن الاحتلال هو لمصلحة الفلسطينيين، يحاول مرة أخرى أن يصيغ التاريخ بصورة جديدة، فيشرح لنا أن المستوطنات ليست حاجزًا فيث الطريق نحو السلام، ويستمر بشرحه ويقارن الأقلية العربية في الدولة مع المستوطنين".
وأضاف: "يقارن (نتنياهو) بين أقلية أصلانية موجودة هنا جيلاً بعد جيل، وقبل دولة إسرائيل، وبين المستوطنين الذين انتقلوا إلى أراضٍ محتلة معزّزين الاحتلال ومناقضين القانون الدولي".
واعتبر أن "نتنياهو بدأ مؤخراً تغطية رفضه للسلام من خلال كلام ليبرالي معسول وباللغة الإنكليزية. فهو يعمل على تعزيز الاحتلال والحكم العسكري القامع في الأراضي المحتلة، ويعمل على مطاردة مجموعات داخل إسرائيل، أوّلها الأقلية القومية العربية. ويستمر من جهة أخرى في تصريحاته حول التسامح والسلام".
وبيّن أن رئيس حكومة الاحتلال "استعمل هذه المرة بكل وقاحة وبلا تأتأة مصطلح (التطهير العرقي)، فهو لا يهمه أن المستوطنات أقيمت أساساً من أجل إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم في الضفة الغربية ودفعهم إلى التركز بكثافة حول المدن الكبرى فقط".
وتابع: "بعد كل هذا يقوم بإجراء مقابلات خارج البلاد ليصرح من خلالها تصريحات مزيفة حول حل الدولتين. ولكن على الأقل هذه المرة لن يصدقه أحد".
وقال التجمّع، في بيانه، إنّه يرى في هذه التصريحات :"أنّها تسدل السّتار على أيّة إمكانيّة، أو حتّى وهم، لحلّ سياسي يستجيب بالحدّ الأدنى للحقوق الطبيعية المشروعة للشعب الفلسطيني. هذه التصريحات تعكس العقلية الحقيقية لنتنياهو وحكومة المستوطنين، وغالبيّة المجتمع الإسرائيلي، وتكشف زيف ادّعاءاته بقبول حلّ الدولتين، وتؤكّد سعي إسرائيل إلى فرض الأمر الواقع، كحلّ دائم".
وأضاف البيان: "يموضع نتنياهو بشكل واضح الفلسطينيّين في مناطق 48 كجزء من معادلة الصّراع والحلّ السّياسيّ، بحيث ترتبط حقوقهم وبقاؤهم في وطنهم بمصير المشروع الاستيطانيّ في الضّفّة الغربيّة والقدس".
من جهته، قال النائب عن التجمع والقائمة المشتركة، باسل غطاس، إن "نتنياهو وصل إلى مستويات جديدة في الكذب والاستهتار بعقول الناس. مستويات لم يعرفها التاريخ إلا من ماكينة الدعاية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية".
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يقوم، هو وحكومته على أرض الواقع بتنفيذ تطهير عرقي ضد الفلسطينيين يومياً في شرقي القدس، ومؤخرا في النقب والعالم غافل أو متغافل عما يجري، ولا يكتفي هو بذلك، بل يريد أن يقبل العالم بمشروعية مشروع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ولفت إلى أن "نتنياهو يشعر بسبب ظروف المنطقة والظروف الدولية المواتية أنه أصبح ملكا غير منازع الصلاحيات، ومن ناحية ثانية يتباكى أمام العالم بأن إعادة المستوطنين الغزاة المسيطرين على أرض ومقدرات الشعب الفلسطيني، يعتبر تطهيراً عرقياً".
وأوضح أن رئيس حكومة الاحتلال "لم ينجح مثلما ينجح غيره من أسافين على مر التاريخ في تغيير الواقع من أكاذيب ونشر الدعاية، مهما وصلت من حجمها على أرض الواقع".
أما النائب عن "الحركة الإسلامية الجنوبية" ومن القائمة المشتركة، مسعود غنايم، فأكد أن: "هذه التصريحات تدل على مدى التدهور الذي وصل به خطاب نتنياهو اليميني المتطرف، بحيث يستدعي ما يسمى خطاب الكارثة والهولوكوست من أجل تبرير مشروعه الاستيطاني، ومن أجل اكتساب شرعية لهذا المشروع".
وتابع: "كلامه عن التطهير العرقي هو مرفوض بطبيعة الحال، وهو مستنكر، لأن المشروع الاستيطاني هو مشروع احتلالي والمستوطنون هم مغتصبون ومحتلون للأرض. على العكس ما يجري في المناطق المحتلة هو عملية عكسية بمعنى هو أشبه بتطهير عرقي ضد العرب وضد الفلسطينيين".
وبيّن أن "نتنياهو يريد أن يرمي بالكرة على الملعب العالمي والعربي. ويريد أن يبعد التهمة، الملتصقة به وبسياسته وهي سياسة الاحتلال والإقصاء وسياسة الأبارتهايد ضد العرب الفلسطينيين".
وتابع : "هو يعتقد أنّه باستعمال كلمة التطهير العرقي يستدر عطف الغرب، وأميركا بالذات، على اعتبار أن الكلمة لها مدلول كبير في التاريخ الغربي بسبب الكارثة التي جرت مع اليهود في الغرب من قبل ألمانيا النازية".
وأضاف: "باعتقادي العالم نضج أكثر ولا تمر عليه هذه الحيل، وهذا الاستعمال الماكر لهذه المصطلحات، بدليل الرد الأميركي وردّ بعض الدول الأوروبية على نتنياهو بأن استعمال هذا المصطلح كان في غير محله".
أما المحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا، مهند مصطفى، فأشار إلى أن "تصريح نتنياهو بأن تأييد تفكيك مشروع المستوطنات هو تطهير إثني يدل على ما يجول في فكر الرجل".
وتابع : "هذا هو فكر نتنياهو الحقيقي، أو أيديولوجيته الحقيقية. توقيت التصريح جاء بناء على نتائج استطلاع يبين أن قوة الليكود تتراجع، وحول أنباء عن لقاء مع الرئيس محمود عباس في موسكو. قام نتنياهو بتذكير قواعده بأنه لم يترك توجهاته الأيديولوجية حول الاستيطان وأرض إسرائيل الكاملة".
وأكد: "لم يأت هذا التصريح من الهواء، بل استحضره من مخزونه الأيديولوجي الذي لا يصرح به بسبب التزاماته الرسمية والدولية. ولكن نتنياهو يكشف عن مكنون فكره وقت الأزمات. هكذا فعل عشية الانتخابات بتحريضه على العرب وإعلان رفضه إقامة دولة فلسطينية".