لعل الألفية الجديدة، وتحديداً آخر عشر سنوات، كانت الأكثر إنتاجاً وزخماً من ناحية ظهور فنانين وفنانات فلسطينيين من الداخل الفلسطيني المحتل، أو الأراضي التي احتلّت عام 1948. وطغى على هؤلاء عدد كبير من الفنانات اللواتي لمعت أصواتهن، لكنهن يعانين من حرمانهن حرية التنقل، وخاصة في البلاد العربية، إذ إنهن يحملن الجنسية الإسرائيلية. ورغم ذلك استطاع بعضهم فك هذا الحصار إما من خلال حصولهن على جنسية أخرى تخولهن الدخول إلى البلاد العربية، أو من خلال حصول البعض على جوازات السفر الخاصة بالسلطة الفلسطينية، وهذا ما قد يعرضهن لمضايقات من سلطات الاحتلال.
أسماء عدة استطاعت أن تكسر الحدود وتحيي حفلات ومهرجانات عدة في أوروبا وبعض الدول العربية التي لا تمانع من دخول الفنانين الفلسطينيين الذين يحملون "الهوية الإسرائيلية" منهن: ريم تلحمي ابنة قرية شفا عمرو الفلسطينية، وسناء موسى من قرية دير الأسد، وريم البنا ودلال أبو آمنة من الناصرة، بينما تعاني الأخريات من عدم استطاعتهن المشاركة في فاعليات فنية خارج فلسطين.
أقرأ أيضاً:بين حلم منال وهيثم وسذاجة أم محمود!
لكن هناك فنانات اشتهرن في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 ولم يحالفهن الحظ بأن يشاركن بأي عمل فني خارج فلسطين، فابنة الناصرة نادين خطيب تشارك في المهرجانات المحلية كافة، وعندها إمكانيات فنية هائلة، لكنها غير معروفة خارج حدود فلسطين. كذلك ورود جبران التي يشهد على صوتها كبار الملحنين الفلسطينيين، ونانسي حوا ورولا عازار.
أما شيرين فوزي، فقد استطاعت أن تشارك في برنامج The Voice في بيروت، إلا أن من شارك في برامج الهواة من فلسطينيي 48 تعرض لحملة إعلامية من بعض الصحافيين اللبنانيين، كونهم يحملون أصلاً الجنسية الإسرائيلية رغماً عنهم، لكن دخولهم إلى لبنان كان بطريقة شرعية وبجوازات سفر فلسطينية، وهو ما خلق بلبلة وأزمة كبيرة حول مشاركة فلسطينيي الأراضي المحتلة في هذه المسابقات. حتى إن الإعلام الإسرائيلي روّج، أكثر من مرة، لـ"مشاركة متسابقين إسرائيليين، في برامج فنية للهواة في بيروت".
أقرأ أيضاً:ياسر عمر: لسنا هواة حروب وفلسطين غنيّة بالمواهب
كما طالب الملحن والموزع الفلسطيني، كارم مطر، بأن تتغير نظرة العرب إلى فلسطينيي 48 والتواصل فيما معهم، خاصة أنه في فلسطين يوجد طاقات فنية بين الشباب قد تكون مميزة جداً.
أقرأ أيضاً:مواهب فلسطينيّة على طريق النجوميّة
يبقى السؤال عند فناني 48: لماذا هذا العزل الذي يتعرضون له، مع أنهم ليس لهم أي علاقة بواقعهم الذي يعيشونه، وأمنيتهم أن يتم التواصل بينهم وبين أشقائهم العرب في المجالات كافة، وهذا الأمر لا يعني التطبيع، بل بالعكس هو سيكون دعماً لصمودهم في أراضيهم.
وبالفعل كانت بعض الحملات قد انطلقت لدعم هؤلاء الفنانين في العالم العربي، وتشجيع مشاركتهم في مختلف البرامج الفنية، وإحيائهم حفلات في العالم العربي، حتى إن البعض في لبنان وغيره من الدول بات يقيم حفلات مباشرة عبر مواقع التواصل، وتحديداً تطبيق "سكايب".