تستعد المعارضة الفنزويلية، اليوم السبت، لاستعراض قوتها من جديد، بعد دعوة من أبرز قادتها، حاكم ولاية ميراندا، إنريكي كابريليس، لتنظيم تظاهرات احتجاج على نقص المواد الأساسية، يتوقع أن تشهد مشاركة كبيرة على وقع القرع على أواني الطبخ، فيما اتهم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، المحتجين بمحاولة إثارة العنف في البلاد.
وقال مادورو، في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، إن المعارضة تقف وراء هذه المحاولات لتكرار سيناريوهات أحداث العنف التي شهدتها البلاد في ظل حكم الزعيم الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز، في أعوام 2002 و2003 و2004.
واعتبر الرئيس الفنزويلي أن من يقومون بهذه المحاولات ما هم إلا قلة قليلة تحاول القفز على إرادة الشعب التي أقرتها صناديق الانتخاب.
وأشار إلى أن أية ديمقراطية في العالم تتكون من أقطاب. وأضاف "في الولايات المتحدة على سبيل المثال، هناك الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، لكن الفيصل هو أصوات الناخبين، حتى ولو كان الفرق بين المتنافسين في نسبة الأصوات ضئيلة للغاية".
يأتي ذلك فيما وجه كابريليس، الذي هزم أمام مادورو بفارق 1,5 نقطة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان/ابريل 2013، دعوة إلى "تعبئة وطنية كبيرة ضد نقص المواد الأساسية، الذي يؤثر على كل الفنزويليين".
وتأتي هذه الدعوة إلى التظاهر في أجواء من التوتر منذ أن بدأ طلاب الاحتجاج على حكومة مادورو مطلع شباط/فبراير حول قضايا غياب الأمن، ثم التضخم، فنقص المواد الاساسية.
وأدت التظاهرات اليومية التي تخللتها في معظم الأحيان أعمال عنف، إلى سقوط عشرين قتيلاً على الأقل، وحوالى 300 جريح وإلى الاستياء من ممارسات عدد كبير من رجال الشرطة.
وإلى جانب هذه التظاهرات، دعا تحالف الوحدة الديمقراطية، المعارض أيضاً، إلى تجمعات في اليوم العالمي للمرأة. في المقابل، أعلن مادورو عن "يوم وطني كبير مع المرأة"، لكن من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه التظاهرة ستجري مع تجمعات المعارضة، كما حدث حتى الآن.
ولا يزال جزء من الشارع الفنزويلي في حالة تعبئة منذ أكثر من شهر، لكن أكبر تجمع بدعوة من كابريليس شارك فيه عشرات الآلاف من الأشخاص جرى في 22 شباط/فبراير في كراكاس.
ويعاني سكان فنزويلا من تردي الوضع الاقتصادي، فالبلد الذي يملك أكبر احتياطي للنفط في العالم، وتتجاوز نسبة التضخم فيه ال56 في المئة، يمكن الحصول على الوقود فيه بأسعار زهيدة، ولكن شراء الطحين والحليب أو قطع غيار للسيارات يعتبر صعبا، بسبب النقص المزمن لهذه المواد المستوردة وخصوصاً في الأرياف.
ونأى كابريليس بنفسه عن استراتيجية تأجيج التوتر التي يتبعها بعض المعارضين المتشددين، معتبراً أن "الظروف لم تكتمل بعد" لإسقاط الحكومة.
وقالت المحللة السياسية في الجامعة الكاثوليكية، مرسيدس بوليدو دي بريسينيو، لوكالة "فرانس برس"، إن "كابريليس متحفظ جداً بخصوص التعبئة، لأنه يعرف كيف يبدأ بذلك، ولكنه لا يعرف كيف سينتهي. لكنه الطريق الوحيد أمامه، وقد انتشر في جميع أنحاء البلاد، وهو أدرك ذلك".
واعتبرت أن الدعوة إلى التظاهر بقرع الأواني (وهو تقليد يسمونه في أميركا الجنوبية "كاسيرولاسوس" يقضي بالتعبير عن الاستياء عبر قرع أواني الطبخ)، يمكن أن يشكّل "فرصة لتتمكن قطاعات شعبية "تحتج بصمت" حالياً من الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية والتظاهر في الأحياء الفقيرة من دون الخوف من أعمال انتقامية من المجموعات "التشافيّة".
وهذه المجموعات التي تضم مدنيين مؤيدين للحكومة، متهمة بمهاجمة تظاهرات المعارضين بأسلحة نارية.