وأبرز المقال أنه من الوارد أن تؤدي الضربات الجوية والتدخل البري المحتمل إلى استفحال الصراع الإقليمي والحروب بالوكالة باسم الدين، نافيا أن يؤدي ذلك إلى بروز المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية ذات نفوذ كبير.
التحذيرات شملت كذلك الولايات المتحدة الأميركية، حيث ورد في المقال أنه حينما ستهدأ الزوبعة، سيتعين على واشنطن والرياض خوض نقاش جدي بخصوص كيفية إنشاء منطقة أكثر استقرارا، ولو بشكل نسبي، مشيرا إلى أنه يتعين على الدول ألا تسمح بأن تنتقل المنافسة بينها إلى مواجهات عسكرية، والسعي بدل ذلك وراء التعايش مع مصالح بعضها البعض بشكل سلمي.
صاحب المقال، الباحث إيميل نخلة، لاحظ غياب أي تحليل معمق حول المجريات التاريخية المعاصرة، والسياق المحيط بالشجاعة العسكرية السعودية حديثة العهد، واستعراض العضلات السني في وجه اليمن المحاصر بالقوات العسكرية.
وتابع قائلا إنه في حال عدم التطرق لهذا السياق على نحو منطقي واستراتيجي، سيدخل اليمن في دوامة الفوضى التامة، والدمار، وبتر الأوصال. وقد يجر ذلك المنطقة برمتها إلى حروب أكثر دمارا. فمثل العراق، وسورية، وليبيا، أصبح اليمن على حافة التحول إلى دولة فاشلة. وقد يؤدي توسيع العمليات العسكرية السعودية إلى دفع اليمن نحو الهاوية.
كما تطرق لتصاعد نفوذ أصغر أبناء العاهل السعودي الذي يشغل منصب وزير الدفاع، موضحا أن ما سيقع باليمن من تطورات سيقود القيادة السعودية إلى استخلاص العبر بكون الدبلوماسية، على نقيض التدخل العسكري، ستكون أكثر فاعلية على الأمد البعيد لاحتواء الطموحات الإيرانية الإقليمية، بدلا من تدمير أحد وكلائها المزعومين.
وختم المقال بالإشارة إلى أنه إذا كان هناك أي بريق في العملية العسكرية السعودية باليمن، فهو أن السياسة الخارجية السعودية انتقلت من مقاربة تقليدية، وأصبحت تعتمد على الفاعلية الواضحة والجريئة. غير أنه لفت إلى أنه سيكون من المؤسف حقا أن تفشل القيادة السعودية في توجيه فاعليتها التي عثرت عليها حديثا نحو تحقيق الازدهار، وجلب الكرامة لكافة شعوب المنطقة العربية.
اقرأ أيضاً: فاينانشال تايمز: قاسم سليماني ولعبة التخفّي والظهور للعلن