واستأثر سقوط جامع في الانتخابات الرئاسية على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا في سابقة من نوعها. إذ لم يسبق للمدونين أن تداولوا بهذا الشكل خبراً مرتبطاً ببلد خارج حدود الوطن العربي.
وعلّق عدد منهم على الاهتمام الكبير بالخبر بالقول ان الموريتانيين متفائلون لانتصار الديمقراطية وفوز المعارضة وإحداث التغيير في بلد قريب من بلدهم جغرافياً ويتمنون أن تنجح جميع الدول الأفريقية في ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة.
ووجد بعض المدونين في فوز زعيم المعارضة وإقرار الرئيس السابق بالهزيمة فرصة لانتقاد رئيس موريتانيا ولد عبد العزيز الذي يسعى إلى الترشح من جديد، بعد أن أمضى فترتين رئاسيتين في الحكم، واستنفد فرص الترشح من جديد. إذ إن الدستور الموريتاني يحصر الولاية الرئاسية في خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.
ودعا الكثير من المعلقين الرئيس ولد عبد العزيز الى وقف الحملة التي أطلقها بعض المسؤولين للحشد لصالح تعديل الدستور من أجل ان يسمح للرئيس بالترشح لولاية جديدة.
وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور وأخبار انتخابات غامبيا التي ترتبط بعلاقات اجتماعية واقتصادية قوية بموريتانيا.
وعمد البعض الى إسقاط ما جرى في غامبيا على الحالة الموريتانية، ورصد نقاط التشابه بين الحالتين خاصة الفترة الطويلة التي امضاها يحيى جامع رئيسا لغامبيا (22 عاماً) وهي فترة تقارب فترة حكم الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع الذي حكم موريتانيا لمدة 21 عاماً وانتهى حكمه بانقلاب عسكري بعد أن عمد إلى تزوير الانتخابات عدة مرات لصالحه ورفض مبدأ تداول السلطة مع المعارضة.
وكتبت المدونة منى الدي على صفحتها على "فيسبوك": "شباب غامبيا يثور في وجه الديكتاتور يحيى جامع ويعصف به في انقلاب انتخابي غير مسبوق وشبابنا أقصى ما يفعله الكثير منه الجلوس خلف لوحة المفاتيح وجلد المعارضة وكيل الاتهامات لها والتنكر لتضحياتها هذا إذا لم يدخل مبادرات الانتحار والإضراب عن الطعام إذا لم يخرق الدكتاتور والجلاد ورئيس العصابة الحاكمة دستور البلاد".
وقال محفوظ ولد سيد المصطفى "الغامبيون شاركوا في العملية الانتخابية واتفقت معارضتهم على تقديم مرشح موحد وكسبوا الرهان، اما مشكلتنا فهي الأنانية". وكتب معلق آخر "المشكلة ليست في المرشح الموحد فقط بل في شفافية الانتخابات أيضا وخمول الشباب وارتهان الكثير منه للعقليات البائدة وحب المال والراحة".
وكتب المدون مصطفى أعبيد الرحمن "ما هو متجذر عند غالبية الشعب هو أن من يوجد في المعارضة الآن من قادة هم طلاب مصالح. هذا لا ينفي أن هناك من يرى فيهم مخلصين ووطنيين... لكن الجماهير تحتاج لمن تثق فيه ومن يضع مصلحتها فوق كل اعتبار ويضحي بالجهد والوقت والمال لأجلها دون خوف".
وأضاف "لا أتحدث عن المعارضة كفعل جمعوي، بل عن قادة يلهمون الشعب ويبعثون فيه الأمل ويجعلونه يتحين الفرص لإحداث التغيير المنشود... لم نر غير بعض الكلام المتناثر.. نحن نريد معارضة فاعلة وحيوية ومشاركة للجماهير كما هو الحال في كل المعارضات التي كتب لها يوما التغلب على أنظمة القهر".
وقال المدون محمد ازوين "ما كان لشباب غامبيا أن ينجحوا في إزاحة الدكتاتور لولا نجاح المعارضة في الوقوف خلف مرشح واحد والتسامي على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة... لو فعلتها معارضتنا لأخرجنا العقيد من جحره".
وقال عبد المجيد "لولا التزام يحيى جامع بكل تعهداته حول حياد الدولة وفتح وسائل الإعلام بعدالة أمام المعارضة لما تحققت النتائج التي أفضت إليها انتخابات غامبيا، ولولا وفاؤه بتعهداته بالاعتراف بنتائجها لما كان انتقال السلطة سلمياً. فحيثما تصر السلطة على عدم حياد الدولة واستخدام سلطتها وهيبتها ومقدراتها ضد المعارضة لا يمكن أي تناوب على السلطة عبر صناديق الاقتراع، كما هو الحال في بلدنا".
وكتب المدون أبوبكر محمد عبدالله على صفحته "أعتقد أن ما ساعد المعارضة الغامبية حتى حققت النتائج التي شاهدناها هو أن جامي قرر أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة، ذلك أن الرجل لو أرادها مثل سابقاتها لفاز كما فاز سابقاً، وكما يفوز عزيز عندنا بقليل من الحيل ومن دون عناء، حتى لو كان الشعب بأكمله صوتاً لمرشح المعارضة".
واعتبر المدون الدح امبيريك أن فوز مرشح المعارضة في غامبيا "خيط فجر آخر في عتمة إفريقيا... بات نظام جامع إلى زوال بعد 22 سنة من الحكم المطلق".