لا يزال حي المال البريطاني في لندن يجذب المستثمرين، رغم أن الغموض الذي يحيط ببريكست قد يساهم في تأخير بعض قرارات الاستثمار، كما صرحت المسؤولة السياسية الرئيسية لمركز المال الأوروبي اليوم الخميس لفرانس برس.
وقالت كاثرين ماكغينيس عضو المجلس السياسي لـ "سيتي أوف لندن" لفرانس برس، على هامش السوق الدولية للعاملين في القطاع العقاري في مدينة كان الفرنسية: "من شأن الإحباط والشكوك تأخير قرارات الاستثمار".
وتداركت: "لكنّ حي الأعمال لا يزال يثير اهتماماً وكنا نتوقع ذلك، لأنه حتى لو سيتم إلغاء وظائف فهذا يشمل قسماً محدوداً من الخدمات المالية".
ومطلع العام، قدرت ماكغينيس بين ثلاثة آلاف و12 ألفاً عدد الوظائف التي ستنقل من بريطانيا بحلول نهاية آذار/ مارس. وأوضحت أن هذا العدد أقل من التوقعات، التي أعلنت بعد الاستفتاء على بريكست.
ويعدّ حي المال البريطاني من أهم المراكز المالية في العالم، مقارنة بمراكز المال في أوروبا، حيث لا توجد مقارنة من حيث حجمه المالي وحجم الصفقات مع باريس أو فرانكفورت.
وتقدم "حي المال" البريطاني في مرات كثيرة في التصنيفات العالمية على حيّ "وول ستريت" في نيويورك، رغم الثقل الكبير للاقتصاد الأميركي.
وحيّ المال الذي تبلغ مساحته ميلاً مربعاً، والواقع في منطقة "بانك" بالقرب من بنك إنكلترا (البنك المركزي) وسط لندن، يؤدي دوراً مهماً في الاقتصاد البريطاني والنشاط التمويلي العالمي، فهو يستضيف نحو 250 مصرفاً أجنبياً.
كما يدير الحي المالي ثروات مالية تقدر بنحو 5.4 تريليونات دولار، ويساهم بنحو 10% من الناتج المحلي البريطاني المقدر بـ 2988 مليار دولار، و12% من الدخل الذي تحصّله الخزينة البريطانية من الضرائب، كما يوفر ما يقرب من 400 ألف وظيفة من وظائف الدخل المتوسط والكبير للبريطانيين.
وحسب إحصائيات "سيتي يوكيه"، فإن الصفقات المالية التي ينفذها حي المال البريطاني
تقدر بنحو 2.7 تريليون دولار يومياً، وتتم يومياً المتاجرة بـ 70% من السندات العالمية و20% من الأسهم العالمية المسجلة في البورصة البريطانية.
وقبل أيام من المهلة المحددة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا يزال الغموض سيد الموقف، بعد رفض النواب البريطانيين هذا الأسبوع المشروع المقترح من رئيسة الوزراء تيريزا ماي.