فيديو من شاب سوري إلى الأسد.. "بدّي باسبور"

14 اغسطس 2014
جواز السفر السوري بيت اللجوء الأخير (تمّام عزّام)
+ الخط -
انقلبت العلاقة بين آلاف الشبّان السوريين ونظام الأسد منذ أكثر من ثلاث سنوات. فالنظام كشف عن حقيقته الهمجية، وتمسّك بأكثر وجوهها بشاعة: القتل والخطف والتهجير والتدمير. فيما تحوّل أيّ شاب سوريّ إلى فردٍ بنفسه، بعد أن كان مجرد شخص "نكرة" و"معزول" بين آلاف من أمثاله. 

لهذا يحرص النظام، أكثر من أيّ وقت مضى، على مماثلة الجميع بالجميع. وهنا تتبدّى لامعقوليته إزاء عدم اعتبار الإنسان فرداً قبل أن يكون تابعاً لأحد، ومواطناً قبل أن يكون معارضاً أو موالياً، وصاحب حقّ طبيعي قبل أن يكون محلّ جدل سياسي أو أخلاقي، فيما إذا توافرت في الأصل شروط معقولة وبديهية لخوض جدل كهذا. 

من السوريين من فقد أحلامه كلّها، ولم يعد يأمل بغدٍ أفضل، بعدما حاصره ضغط الشأن اليومي والحاجات الملحّة من كلّ صوب، وبات حلم الرجوع إلى البلد بالنسبة إليه أمراً مؤجّلاً إلى أَمَدٍ غير معلوم.

لكنّ هؤلاء يُعتَبَرون سوريين من وجهة نظر قانونية، ولم تزل وثائقهم الرسمية وشهاداتهم، وأيّ أوراق تثبت ملكاً لهم أو سمة قانونية، مرهونة ومعتقلة لدى مؤسسات تابعة للنظام السوري، سواء داخل سورية أو خارجها.

يُظهِر الفيديو المرفق مطلباً بسيطاً: الحصول على جواز سفر، أو تجديد جواز سفر موجود. ويخاطب الشاب بشّار الأسد باللهجة العامية الشامية، قائلاً إنّه يمثّل نفسه، ومن خلاله ينقل حال عموم السوريين خارج سورية "تركنا البلد، وهاد الفيديو فشّة خلق، يستر على أختك".

بشار الأسد هنا موظف يعوق حصول مواطن سوري عادي على جواز سفر عادي "لسنا أغنياء"، يكرّر الشاب أكثر من مرّة، ساخراً من الأسد، بعدما أصدر قانوناً يخفّض بدل الخدمة العسكرية من خمسة عشر ألفاً إلى ثمانية آلاف دولار أميركي.

ويسأله من جديد إن كان قد قام بجولة على صفحات الفيسبوك والتويتر كي يرى حال السوريين "ما تشوفنا هيك، نحنا شعب بنحبّ الفَشْوَرَة (التظاهر بالثراء)، حقّ سندويشة ما معنا، وين عايش إنتَ، ما عندك عيون، ما عم تطلّع حواليك، ما عم تشوف، ما معنا مصاري. ما عاد بدنا شي، بسّ جدّدلنا الباسبورتات".

هكذا بات جواز السفر السوري الصلة الوحيدة لهذا الشاب مع بلده. وحتّى هذه الصلة باتت في طور البتر على يد جزّار دمشق.  
المساهمون