بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية، يقوم فرانسوا فيون، مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية، بعملية رص وإعادة هيكلة للمعسكر اليميني الفرنسي. وأعلن اليوم الأربعاء تعيين النائب اليميني تيري سولير، متحدثاً رسمياً باسمه لخوض حملة الانتخابات الرئاسية.
كما أعلن عن تغييرات جوهرية في قيادة حزب "الجمهوريون"، وكلّف أحد المقرّبين منه، وهو برنار أكوي، رئيس مجلس النواب السابق، ليتقلد منصب الأمين العام، مكان لوران فوكييه، الذي عيّن نائباً للأمين العام.
وكان فوكييه قد حذر الاثنين الماضي فيون، من أنّ "انتهاج سياسة قطع الرؤوس هو عنف جزاف. وإذا قام فيون بطردي فهذا يعني أنه يريد استعدائي". وهذا ما جعل فيون يحتفظ به كنائب للرئيس، ليتحرك من الآن فصاعداً تحت إمرة الأمين العام الجديد.
ومن خلال هذا التغيير الجوهري، يطمح فيون إلى امتصاص ولجم تيار نيكولا ساركوزي الذي كان حتى بداية الانتخابات التمهيدية، يسيطر بشكل كامل على الآلة الحزبية، وهو يريد أن يجعل الآن من الحزب ماكينة انتخابية تحت تصرفه لخوض الرئاسيات.
إلى ذلك، أعلن فيون عن تعيين صديقه ومهندس حملته الانتخابية في التمهيديات باتريك ستيفانيني، مديراً عاماً للحزب بدلاً من النائب فريديريك بيشنار المقرب من ساركوزي. كما تم استبعاد أحد كبار أنصار ساركوزي والوزير السابق كريستيان استروزي، من منصب رئيس لجنة التعيينات الوطنية، وعيّن بدلاً منه فرانسوا لامور، المقرب من فيون.
ورغم الاستبعاد لعدد من الشخصيات المقربة من ساركوزي في القيادة، فقد حرص فيون على الجمع بين مكافأة أنصاره ومقربيه، وفي ذات الوقت توحيد العائلة اليمينية، وعدم معاداة المرشحين السابقين للانتخابات التمهيدية، فعمد إلى تعيينهم في اللجنة السياسية، التي ستقود وتؤطر حملته الانتخابية، ومنهم برونو لومير، وناتالي كاشيشكو موريزي، وجان فرانسوا كوبي، وجان بواسون.
وإذا كان أنصار ساركوزي قد احتفظوا بحضور نسبي في أجهزة الحزب، فالملاحظ أن فيون لم يحتفظ سوى بشخصية واحدة مقربة من غريمه السابق، ألان جوبيه في اللجنة السياسية. وهذا يعني أن إعادة ترتيب الأوراق داخل الحزب انتهت بتحالف متين على قاعدة يمينية تقليدية صرفة، بين أنصار فيون وساركوزي، وتهميش شبه تام لتيار جوبيه المقرب من الوسط اليميني والمنفتح على بعض الأفكار الاشتراكية.
ويطمح فيون من خلال إعادة ترتيب البيت اليميني، إلى خلق دينامية جديدة سياسياً وإعلامياً في مواجهة المرشح الاشتراكي المقبل، وأيضاً في مواجهة مارين لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، التي ترشحها استطلاعات الرأي للفوز في الدورة الأولى من الرئاسيات المقبلة.