يبدو أن الأعياد أصبحت موسماً لمزيد من الانفجارات في العراق، تحديداً في منطقة الكرادة، بعد تفجير مساء أمس الاثنين الذي استهدف مقهى شعبيا بالقرب من مستشفى عبد الحميد وسط بغداد، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 40 شخصًا كانوا متواجدين في موقع التفجير.
وجاء ذلك بعد شهرين على الانفجار الضخم داخل مجمع تجاري وسط حي الكرادة، والذي أوقع أكثر من 200 قتيل ومئات من الجرحى والمصابين عشية عيد الفطر، سبقه تفجير العام الماضي في الحي نفسه، وخلف نحو ستين قتيلا وجريحا قبيل عيد الأضحى لعام 2015.
وأطلق عراقيون وسوماً بعناوين مختلفة للتعبير عن غضبهم، كان بينها #بكل_عيد_انفجار، #الكرادة_تنزف_من_جديد، و#انفجار_الكرادة وتضامنوا عبرها مع أهالي الضحايا.
وكتبت سدن على صفحتها على موقع "تويتر": "كل الخلق يستقبلون عيدهم بفرحة وتهنئة إلا العراقيين... يستقبلونه بمصاب أليم وشبابهم تزف للمقابر، بتنا نخاف اسم العيد".
وكتب صافي "#بكل_عيد_انفجار ليش هو وين أكو عيد وفرح بعد بالعراق؟! راحت الايام الحلوة ولن تعود. أما ابتهال الموسوي فقد تساءلت على صفحتها، "شنو ذنبنا بين كل بلدان العالم نستقبل العيد بدماء أولادنا ونعلن الحداد؟".
Twitter Post
|
وكتبت حلا "من جديد عادت #الكرادة وعادت الأرواح تتطاير وعاد الفخر لأهل الخلافة! خلفتم الموت، هدايا العيد مغلفة بالموت استقبلوها!".
من جهته، قال الناشط المدني عمير إنّ "أغلب الانفجارات التي تحدث في منطقة من مناطق بغداد يعد انفجارا سياسياً بالدرجة الأولى، والضحية في كل مرة هم المدنيون فحسب، لم نر سياسيا قتل في تلك الانفجارات ولم نر انفجارات استهدفت أمن السياسيين بكل أشكالهم وألوانهم، ما نراه فقط هو استهداف المدنيين الذين يحاولون التماشي مع الواقع المرير بكل درجات الصبر والتحمل".
وأضاف، في حديثه لـ"العربي الجديد"، "التصارع على النفوذ وإلقاء اللوم على هذا الطرف وذاك من قبل السياسيين بعد كل انفجار أصبح أمرًا أشبه بمسرحية هزيلة لا يمكن تصديقها، الكل يعرف أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم (داعش)، لم يستهدف غير المدنيين وأماكن تواجدهم، كذلك تفعل الأحزاب الحاكمة والقوى الضاربة في العراق تتصارع من أجل المناصب والنفوذ والسلطة والجاه، وكل ذلك على حساب دماء الأبرياء".
وتساءل الناشط: "إذا كانت الإجراءات الأمنية لا تجدي نفعا في مناطق تواجد المدنيين فلماذا تكون تلك الإجراءات نافعة في مناطق تواجد السياسيين؟".