عندما تتوقف السيارات في تقاطع شيبويا في طوكيو، الذي يعد من أكثر التقاطعات اكتظاظاً في العالم، يمر مئات المارين المنحنين الرؤوس وأنظارهم مركّزة على هواتفهم الذكية، مجازفين بالتالي بحياتهم.
وقد عززت عملية محاكاة أجرتها مجموعة "ان تي تي دوكومو" الأولى في اليابان في تشغيل الهواتف الخلوية هذه المخاوف. ففي حال بقي 1500 شخص يركّزون أنظارهم على هواتفهم عند اجتياز هذا التقاطع متعدد التشعبات، من المرجح أن تسجل 446 حادثة اصطدام و103 حوادث سقوط. وثلث المشاة فقط سيصلون إلى الجهة الأخرى من دون أيّ مشكلة.
يقول مدير قسم المسؤولية الاجتماعية في "دوكومو" هيروشي سوزوكي: "هذا الأمر خطير، لا سيما بالنسبة للأطفال. ومن واجبنا وضع حد لنمط هذا السلوك".
وقد اتخذت عدّة مبادرات لمكافحة هذه المشكلة المعاصرة الجديدة التي ليست حكراً على طوكيو، بل تنتشر أيضاً في لندن ونيويورك وباريس وهونج كونج. ووضعت السلطات لافتات على الأرصفة في محطات القطار، وبات عناصر الشرطة يقفون بالمرصاد لمدمني الأجهزة المحمولة.
وقام منتزه ترفيهي في جنوب غرب الصين بتقسيم أرصفته إلى قسمين: أولهما لحاملي الأجهزة المحمولة، وثانيهما لهؤلاء الذين لا يستخدمونها. وتتحمل الفئة الأولى من المشاة تداعيات أفعالها.