كان اسمها الحقيقي "ليليان فكتور كوهين"، ولم تكن طفولتها مثالية مطلقا، فقد كانت حياتها مليئة بالمآسي، ودارت حولها الشائعات منذ ولادتها حتى وفاتها. فرجحت بعض المصادر أنّها لم تكن ابنة فكتور، بل أنجبتها والدتها من علاقة خارج إطار الزواج من قبطان إيطالي، لكنّ التاجر اليهودي نسبها لنفسه.
كبرت كاميليا في الفندق الذي تملكه والدتها، وكان جمالها صارخا منذ أيام مراهقتها الأولى، وذات يوم لاحظها المخرج المعروف أحمد سالم، فقرر أن يدخل في رأسها فكرة التحول إلى ممثلة سينمائية، ووعدها بالضوء والمجد والنجومية. غير أنه لم ينفذ وعده هذا، ما جعلها تعزف عنه وتتركه لحساب الممثل والمخرج يوسف وهبي الذي قدمها لأول مرة في فيلم "القناع الأحمر" عام 1947.
اقرأ أيضاً: شقيقة سعاد حسني: سأكشف حقيقة قتلها وسمير صبري جبان
وخلال ثلاثة أعوام فقط، تحولت كاميليا إلى نجمة من نجوم الصف الأول، وتضاعف أجرها، ولاحقها المعجبون، وانهالت عليها العروض من كل مكان. فقدمت 20 فيلما، سبعة منها تم إنتاجها في السنة نفسها التي توفيت خلالها، وكان أحد هذه الأعمال مع المخرج الأميركي دايفيد ماكدونالد الذي منحها فرصة الظهور في فيلم "كايرو رود - طريق القاهرة"، إلى جانب الممثل إيريك بورتمان. أما آخر فيلم لها فكان بعنوان "آخر كذبة" مع الموسيقار فريد الأطرش.
لكن هذا النجاح الساحق والسريع لم يتحقّق من دون دفع ضريبة ثقيلة جدا. فقد تحول جمالها إلى نقمة ضدها، وطلب الملك فاروق ودها وأصبح مهووسا بها، متباريا آنذاك على هذا الحب مع الفنان رشدي أباظة. وبدون أن تشعر، بسبب اقترابها من الملك، تورطت تلك المرأة الفاتنة في السياسة وتمّ إلصاق جرائم مخابراتية بها، واتهمت بالجاسوسية لصالح إسرائيل من خلال استدراج الملك العاشق للحصول على المعلومات.
بقيت هذه الألغاز تدور حول حياتها حتى الآن، وحول وفاتها أيضا، في الحادث الشهير الذي يعتقد كثيرون أنه تم تدبيره من جهات مجهولة للتخلص من الجميلة التي تعرف أكثر مما يجب عن كواليس الصراعات السياسية.
الغريب في الأمر أنّ كاميليا لم تجد أي مقعد على الرحلة الجوية رقم 903 المتجهة من القاهرة إلى روما، التي تحطّمت، وتنازل لها الكاتب الشهير أنيس منصور عن مقعده يومها، لتنتهي حياتها في 31 أغسطس/آب نهاية مأساوية، ولتظلّ رمزا للمرأة الجميلة التي قتلها جمالها وأدخلها عوالم خطيرة أدّت إلى هلاكها وشوهت قصة حياتها القصيرة.
اقرأ أيضاً: أشهر النجمات العربيات .. فن وسياسة وجاسوسيّة وموت غامض