ولدت مديحة كامل عام 1946، وبدأت مسيرتها مع الفن في أول عام التحقت بكلية الآداب بجامعة عين شمس، فقدمت أدواراً صغيرة جداً في عدد من الأفلام منها "المراهقان"، "مراتي مدير عام"، و"باسم الحب" وغيرها، قبل أن تجد فرصتها الحقيقة عام 1966 في فيلم بعنوان "30 يوماً في السجن" مع المخرج الكبير نيازي مصطفى وأمام وحش الشاشة فريد شوقي، حيث تم لأول مرة كتابة اسمها على إعلان الفيلم تحت اسم "الوجه الجديد"، غير أنها لم تستطع الحفاظ على بريق النجومية، ولم يحقق فيلمها الموالي "نساء من ذهب" الذي تم تصويره في نيجيريا أملها، وبقيت محصورة في أدوار البطولة الثانية أمام نجلاء فتحي ونبيلة عبيد وشويكار وغيرهن، إلا أنها كانت أحياناً تخطف بريق الضوء أكثر من النجمات اللواتي يكن في دور البطولة، ومن هذه الأعمال: "الشيطان امرأة" و"أختي" و"حبي الأول والأخير" و"دعاء المظلومين" و"حب وكبرياء"، والفيلم السياسي الممنوع من العرض "زائر الفجر".
بدأ نجم مديحة يصعد بشكل لافت عام 1979، فقدمت بطولات مطلقة في ثلاثة أفلام هي "امرأة قتلها الحب" و"عشاق" و"الصعود إلى الهاوية" الذي قدمت فيه دور الجاسوسة الشهيرة عبلة التي تحولت إلى عميلة للموساد، وأخرج الفيلم كمال الشيخ، ليصبح اسم مديحة كامل، منذ ذلك الحين رقماً صعباً، ويذكر أنها كانت ترتدي قلباً أزرق في معظم أعمالها وكان "العربي الجديد" سابقاً قد كشف سرّه بعد سنوات من وجود علامات استفهام حوله، وبيّن أنه قلادة تحتوي على آيات من القرآن، كانت تتفاءل بها بشكل كبير، إضافة إلى وجود خاتم شبيه له كانت ترتديه بين حين وآخر.
تميزت مسيرة هذه الممثلة بالتنوع الشديد في الشخصيات، فأجادت دور الفتاة الارستقراطية مثلما أبدعت في دور الشخصية الشعبية، واستطاعت أن تقدم شخصية المرأة الشريرة المتسلطة، والفتاة الملتزمة المثقفة، والمعلمة التي تتحكم في الحارة، والراقصة اللعوب، حتى ربة البيت الساذجة، غير أن القاسم المشترك بين كل تلك الشخصيات، كان إجادتها تقمصها ومنحها روحاً جديدة مختلفة تبعدها عن القوالب المكرسة، ومن أشهر أعمالها: سأعود بلا دموع الذي جسدت فيه شخصية هند التي تعود للانتقام من حبيبها ووالده، وشخصية ابتسام في فيلم "انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط" الذي تقاسمت بطولته مع عادل إمام، وشخصية محاسن التي تتزوج من رجل مسن في "عيون لا تنام"، إضافة إلى أعمال أخرى منها "شوادر"، "بنات إبليس"، "دعوة للزواج"، "صفقة مع امرأة"، "ملف في الآداب"، "القط أصله أسد"، وكان آخرها "بوابة إبليس" عام 1993، وهو الفيلم الذي اعتزلت مديحة في منتصفه ورفضت استكماله، حيث ارتدت الحجاب وغابت عن الأضواء حتى وفاتها في شهر رمضان عام 1997، إثر معاناة طويلة مع مرض القلب، تاركة خلفها بريق النجومية التي زهدت فيها وأكثر من مائة وأربعين عملاً، هي خلاصة بصمتها في تاريخ السينما العربية.
اقرأ أيضاً: 12 نجماً لم يكشف لغز موتهم