في ذكراه: أحمد خميس الشاعر الذي صار نجماً سينمائياً

12 أكتوبر 2015
تحول من الشعر للدراما (فيسبوك)
+ الخط -
تزخر السينما العربية بأسماء لا يعرف الجمهور سوى موهبتها التي ظهرت على الشاشات، في حين أن عدداً كبيراً منهم مارس مواهب أخرى وحقق نجاحاً واسعاً وراء الكواليس في مجالات أخرى، ولعل من أشهر هؤلاء الممثلين الفنان أحمد خميس الذي لم يكن نجماً سينمائياً فقط، بل كان أيضاً شاعراً مهماً تغنى بقصائده أشهر المطربين وتعامل مع أكبر الموسيقيين من أمثال رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش.

وقد ولد أحمد خميس عام 1925، وبدأ مسيرته العملية في الإذاعة البريطانية ثم انتقل إلى إذاعة القاهرة، وكان إعلامياً ناجحاً تميز صوته بالقوة وفخامة الأداء، تماماً كما تميزت كتاباته الشعرية بالرقة والجمال، حيث ترك أكثر من ديوان شعري أشهرها "رباعيات خميس".

وكان يمكن لهذه القصة أن تتوقف هنا وأن يبقى أحمد خميس إعلامياً وشاعراً معروفاً، لكن القدر قاده إلى السينما عام 1961، وقدم أول دور له في فيلم بعنوان "رسالة إلى الله" ويقدم بعده أكثر من 140 عملاً خلال مسيرة استمرت أربعة وأربعين عاماً، من أشهرها: "فارس بني حمدان"، "وداعاً أيها الليل"، "وثالثهم الشيطان"، "قاتل مقتلش حد"، "الصعود إلى الهاوية"، و"الحب فوق هضبة الهرم"، "عفواً أيها القانون" و"ولاد الإيه" وكان آخر ظهور له في فيلم "إنت عمري" عام 2005.

ومع أنه لم يخض تجربة التمثيل في المسرح، إلا أنه ألف مسرحية واحدة بعنوان "إنهم يقتلون الحمير"، كما خاض تجربة التمثيل في الدراما، وقدم أعمالاً كثيرة منها "رأفت الهجان" و"ضمير أبله حكمت" و"ألف ليلة وليلة".

ولا شك أن أحمد خميس كان واحداً من أكثر الممثلين اقتداراً، وامتلك موهبة استثنائية في عالم التمثيل وأداء راقياً في أعماله وشخصياته التي اتسمت بالعمق والطيبة في معظمها، إلا أنه لم يكن فعلياً يهتم كثيراً بالسينما، وهذا سبب انتقاله الدائم من الأدوار الأولى إلى الأدوار المساعدة، إذ لم يكن يهتم بمساحة الدور بقدر اهتمامه بتقديمه بأفضل طريقة ممكنة، وكأنه كان يرغب في أن يجرب كل شيء على طريقة الشعراء، قبل أن يرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2008، تاركاً خلفه القصائد والكاميرا وتلك المحبة الكبيرة التي تبادلها طويلاً مع جمهوره.


اقرأ أيضاً: إحصاءات أفضل عمل درامي: هل شاهدتم كلّ الأعمال؟
المساهمون