وتعتبر هذه الزيارة الرابعة عشرة التي يقوم بها بلير إلى القاهرة، منذ الثالث من يوليو/تموز 2013، والثالثة له بعد تركه منصب مبعوث اللجنة الرباعية للسلام، ما يُعتبر دليلاً على العلاقة الاستثنائية بين بلير والسيسي، وفقاً لمراقبين.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد"، إن اللقاء بين الطرفين شهد استطلاع رأي بلير حول سبل تفعيل دعوة السيسي، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وآفاق التعاون المحتملة مع إسرائيل في قضايا إقليمية مختلفة، إضافة إلى استشارته بشأن مستجدات أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.
وأضافت المصادر أن المحادثات تناولت الجولات التي قام بها بلير في أفريقيا مؤخراً، لتدشين بعض المبادرات الإنسانية، وبحث إمكانية مساهمة مصر فيها، لتقوية علاقاتها بالدول الأفريقية، في نطاق المساعدات الفنية والنوعية.
وكانت مصادر سياسية مصرية قد كشفت لـ"العربي الجديد"، في مايو/أيار الماضي، أن بلير والسيسي التقيا أكثر من مرة خارج مصر، من دون أن تعلن الرئاسة المصرية أو مكتب بلير عن المقابلة. والتقى الطرفان في الصين، خلال زيارة السيسي إلى بكين في ديسمبر/كانون الأول 2014، وكذلك التقيا في العاصمة البريطانية لندن، خلال زيارة السيسي إليها في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وأكدت هذه المصادر أن زيارات بلير للسيسي لم تعد تتسم بالصورة الدبلوماسية المعتادة، بل إن "العلاقة بينهما أقرب للصداقة، في ظل رغبة بلير في إطلاق مبادرات شخصية جديدة، تحمل اسمه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ليست مرتبطة بقضية السلام بين العرب والاحتلال الإسرائيلي، وإنما تختصّ بقضايا الطاقة والغذاء وحماية موارد المياه والمناخ".
ولا تستبعد المصادر أن "يؤدي بلير دوراً سياسياً استشارياً لمصلحة السيسي، خصوصاً في ظل علاقته الاستثنائية بحكام دولة الإمارات، حليفة السيسي الاقتصادية والسياسية".
وسبق أن أشارت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عام 2014، إلى أن بلير يتولى منصب مستشار سياسي واقتصادي للسيسي بأجر مدفوع، لكن مكتب بلير نفى هذه المعلومات، وفي عام 2015، برزت معلومات أخرى، عن ممارسة بلير عملاً استشارياً واقتصادياً وسياسياً لدولة الإمارات العربية، وهو ما يتناقض مع منصبه الدبلوماسي كمبعوث للسلام، ولم ينته العام قبل تركه منصبه الدولي.