وتحت شعار ووسم "مصر تحيا"، انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، تدعو المصريين لانتخاب قائمة "المجد للشهداء"، وعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية، والتصويت، رمزياً، لصالح الضحايا: زياد بكير، والشيخ عماد عفت، وشيماء الصباغ، ومينا دانيال، وغيرهم من الذين سقطوا في أحداث سياسية عدة، في مرحلة ما بعد الثورة.
وتُنذر الحملة بمشهد انتخابي يتكرر للمرة الثالثة، منذ الانقلاب العسكري في مصر في 3 يوليو/تموز 2013، بدأ مع الانتخابات الرئاسية المصرية، والتي ترشح فيها، السيسي، وحمدين صباحي، وتكرر مرة ثانية في الاستفتاء على الدستور المصري لعام 2014، إذ غاب التمثيل الشبابي عن طوابير الناخبين.
دينا عبد الهادي، واحدة من المتضامنين مع الحملة، نشرت صور الضحايا، مصحوبة بعبارة "أنا صوتي للي بعمرهم ضحّوا وكانوا صوت الحق.. اللي في وش الظلم وقفوا وبعزم الصوت صرخوا وقالوا لأ.. انا صوتي أمانة وما يستاهلو غير الشهداء ولادك الجدعان.. صوتي ليكي يا مصر ومين ليكي زي الورد اللي فتح في الجنان.. صوتي للكرامة والحرية وللمعاني اللي حياتنا بيها تحلى.. وبصوتي ده وصوتك تعلى العدالة لأجل مصر ما تحيا".
اقرأ أيضاً مصر: مخيون يوسّط مسؤولين لوقف "الانقلاب" على حزب النور
وقد وجد شباب الحملة ومؤيدوها ضالتهم في حسم موقفهم من انتخابات مجلس الشعب. وقالت نيهال حماد لـ"العربي الجديد" إن "صوتي هو لزياد بكير وعماد عفت ومينا دانيال، والحسيني أبو ضيف وسالي وشيماء الصباغ، وجيكا وكريستي، وجميع الذين سقطوا في ميدان محمد محمود. لا أعطي صوتي سوى للذين ماتوا كي يبقى لنا صوت. صوتي هو للحياة التي عادت إلينا حين ماتوا. صوتي هو للذين ضحوا وواجهوا وحاربوا والذين كانوا دائماً الصوت".
حملة المقاطعة لا يتبنّاها الشباب والمنتمون إلى ثورة يناير وحدهم، بل تشاركهم فيها أحزاب سياسية عدة، منها أحزاب "الدستور" و"مصر القوية" و"الوسط" و"الوطن" و"البناء والتنمية". كذلك ترفض حركات ثورية عدة، المشاركة في الانتخابات لاعتبارات كثيرة، منها أن النظام الحالي يُعدّ امتداداً لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومنها حركتا "شباب 6 إبريل"، و"الاشتراكيين الثوريين".
كذلك ظهرت مؤشرات المقاطعة أيضاً في استطلاعات رأي أجرتها منظمات حقوقية مصرية عدة، منها استطلاع رأي أجراه "المركز المصري لبحوث الرأي العام" (بصيرة)، والذي توقع أن "يكون إقبال الشباب على صناديق الاقتراع ضعيفاً، وخصوصاً أولئك غير المنتمين للأحزاب السياسية". وتوقع المركز أن تصل نسبة المشاركة بين الشباب ما بين 25 و30 في المائة، من المسجلين في الكشوف الانتخابية، وهي أقل نسبة تصويت في تاريخ الاستحقاق الانتخابي النيابي.
ويشرح المركز الأسباب التي تدعو الشباب إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وأبرزها أن "أياً منهم لا يجد نفسه في تلك الانتخابات لعدم وجود عنصر الشباب، وانخفاض المستوى العلمي لعدد كبير من المتقدمين للترشح، سواء الفردي أو القوائم، وفشل الأحزاب في تصدير برامج مقنعة للناخب".
وكانت اللجنة العليا للانتخابات في مصر، قد حددت موعد إجراء الانتخابات على مرحلتين غداً الأحد وبعد غد الإثنين، في 14 محافظة، على أن تُجرى جولة الإعادة في تلك المحافظات في 27 و28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
أما المرحلة الثانية من الانتخابات فتشمل 13 محافظة، من ضمنها محافظة القاهرة ومدن القناة وسيناء، فمن المقرر أن تُجرى يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على أن تقام جولة الإعادة فيها يومي 1 و2 ديسمبر/كانون الأول المقبل. وتُجرى الانتخابات على 420 مقعداً فردياً و120 مقعداً في القوائم المغلقة في مختلف أنحاء الجمهورية. ويحقّ لأكثر من 27 مليون ناخب، موزّعين على 103 دوائر عامة، المشاركة في المرحلة الأولى.
اقرأ أيضاً: ضعف الإقبال بالانتخابات يؤرق نظام السيسي: نحو تحشيد إعلامي