ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الإثنين، أن الجامعة العبرية في القدس المحتلة، فازت بمناقصة تطبيق مسارٍ تعليمي جامعي خاص لوحدة "حفتسيلت" التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش، والتي تُعنى بتعليم الجنود اللغة والتاريخ والثقافة العربية، وإعدادهم لعمليات التنصت وتحليل المعلومات الواردة من العالم العربي، ومتابعة الصحف ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن فوز الجامعة العبرية بتطبيق هذا البرنامج سيلزمها ببناء قاعدةٍ عسكرية مسورة داخل الحرم الجامعي، يتاح الدخول إليها فقط بعد التعرف على الشخص، وفق بياناته الحيوية (بيومترية) كالعينين والصوت وغيرها، مع إلزام طلاب هذا البرنامج بالدراسة بزيّهم العسكري وسلاحهم الشخصي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحديث هو عن برنامج تعليمي للمتفوقين، يهدف لإعداد ضباط سلاح الاستخبارات العسكرية خلال ثلاث سنوات من التعليم الجامعي المكثف للقب أكاديمي أول، مع إعداد عسكري في مجال الاستخبارات والقيادة.
وجاء نقل المشروع من جامعة حيفا إلى الجامعة العبرية، بفعل شروط جديدة وضعها الجيش لا تستوفيها جامعة حيفا، وتمسّ بحسب رجال أكاديميين إسرائيليين بحرية البحث الأكاديمي. مع ذلك، قالت الصحيفة إن الجيش يضع شروطاً أيضاً على الأساتذة الذين سيشاركون في عملية التدريس، ويطلب من الجامعة أولاً نقل البيانات الشخصية للأساتذة المرشحين للتدريس في هذا المشروع قبل إقرار تشغيلهم، إلى جانب بيانات من يعملون في الحرم الجامعي في الحراسة والصيانة.
كما طالب الجيش الجامعة بنشر شبكة كاميرات مراقبة وحراسة في مباني سكن الجنود المنضوين في هذا المشروع، وفي مقار الطاقم التعليمي، وربط ذلك بنقاط مراقبة، مع تشكيل قوة أمن مسلحة تكون في حالة تأهب دائم ووحدة عسكرية صغيرة لتأمين وحراسة الحرم الجامعي.
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الجامعة العبرية، البروفيسور آشر كوهين، تفاخر بفوز الجامعة العبرية في المناقصة المذكورة، باعتبار ذلك دليلاً على المستوى التعليمي والأكاديمي للجامعة، التي "ستصبح من الآن فصاعداً شريكاً في الجانب الأكاديمي والقيادي في تأهيل وإعداد جنود وحدات الاستخبارات العسكرية، عبر برنامج حفتسيلت التي تعتبر رأس الحربة لجهاز الاستخبارات".