يسعى نواب عراقيون مقربون من مليشيات "الحشد الشعبي"، للإسراع بإقرار قانون تنظيم حمل السلاح وتخزينه، أو الاتجار به من خلال مشروع القانون المقدم إلى البرلمان العراقي، ويستثني القانون المقدم من قبل كتل مختلفة في التحالف الوطني، فصائل الحشد من عقوبات المخالفين.
وأوضح مصدر برلماني مطلع لـ "العربي الجديد"، أن القانون الجديد الذي تمت قراءته الأولى والثانية في البرلمان، يسمح لمن بلغ الخامسة والعشرين من عمره، بحمل السلاح لأسباب معينة، مؤكداً أن القانون فرض عقوبات صارمة على المخالفين، تصل إلى الإعدام والسجن المؤبد، والغرامات المالية.
كما لفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن القانون الجديد، الذي أصر على طرحه نواب من التحالف الوطني مقربون من الحشد، استثنى قرابة أربعين فصيلاً مسلحاً، يعمل ضمن مليشيا "الحشد الشعبي"، مبينا أن الداعين للاستثناء، برروا ذلك بحاجة الحشد للسلاح بدون رقابة بسبب حربه الشرسة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).
وفي سياق متصل، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، وجود رغبة لدى جميع الكتل السياسية، للتصويت على القانون الذي سيعيد النظر في منح تراخيص حمل السلاح السابقة، كاشفاً خلال تصريح صحفي، عن وجود عقوبات رادعة تصل إلى الإعدام بحق كل من يتاجر أو يهرب الأسلحة، التي تهدد الأمن الداخلي وتدعم الإرهاب، فضلا عن وجود غرامات مالية كبيرة على تجارة السلاح أو نقله من مكان إلى أخر.
وأشار الزاملي إلى رصد لجنته لتحركات تجار السلاح وأماكن تواجدهم، معتبراً أن السبب وراء انتعاش سوق السلاح في العراق، هو غياب القوانين التي تضبط حركة التجار وعصابات بيع الأسلحة وتهريبها، لافتاً إلى أن القانون الجديد، سيقضي على هذه التجارة، ويؤدي إلى حصر السلاح بيد الدولة.
بدوره، أكد النائب عبد العزيز حسن وجود العشرات من الفصائل المسلحة التي تحمل السلاح دون ترخيص، مبينا أن هذه الجماعات غير مشمولة بالقانون في الوقت الحاضر لحين انتهاء معركتها مع تنظيم "داعش".
وفي هذا السياق، رأى الخبير العسكري، عمر عبد القادر، أن تشريع قانون ينظم حمل السلاح يعتبر دعوة صريحة من قبل البرلمان لتشكيل المليشيات والعصابات المسلحة، مؤكدا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن خسارة الجيش العراقي السابق لحرب عام 2003 مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، خلفت أطنانا من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي ذهب أغلبها إلى سكان المحافظات الجنوبية، الذين انضم أغلبهم إلى مليشيا "الحشد الشعبي".
اقرأ أيضاً: الحكومة العراقية تغض الطرف عن شحنات السلاح الروسية للأسد