وسط معارضة الكنيسة الكاثوليكية في مانيلا، أيدت المحكمة العليا في الفلبين قانوناً لتنظيم الأسرة، لكنها رفضت فرض أحكام لمعاقبة العاملين بمجال الصحة الذين لا يخطرون المواطنين بوسائل منع الحمل.
وكان الرئيس الفلبيني بنينو أكينو الثالث قد وقّع في ديسمبر/كانون الأول من العام 2012 على مشروع قانون تنظيم الأسرة، الذي تعارضه الكنيسة الكاثوليكية، التي يتبعها أكثر من 80 بالمئة من سكان الفلبين - البالغ عددهم 97 مليوناً - قانون تحديد النسل، وحالت دون تمريره طوال 13 عاماً، خوفاً من أن يؤدي إلى زيادة عمليات الإجهاض.
وتسجِل الفلبين – التي تعد أكبر بلد كاثوليكي في آسيا - واحداً من أعلى معدلات المواليد في آسيا، والذي بلغ 24.98 لكل 1000 مواطن بحسب إحصاءات عام 2012.
ووافق الكونجرس (البرلمان الفلبيني) على قانون الصحة الإنجابية في ديسمبر/كانون الأول 2012، والذي سمح لمراكز الصحة العامة بتقديم وسائل منع الحمل (مثل الواقي الذكري والحبوب.. وكذلك تدريس الثقافة الجنسية في المدارس).
وفي كلمته أمام حشد جماهيري بالقرب من مجمع المحكمة في باجيو سيتي -وهو منتجع جبلي يعقد فيه رجال القضاء الجلسات في فصل الصيف - قال تيودور تي المتحدث باسم المحكمة العليا: "قانون الصحة الإنجابية لا يخالف الدستور".
وذكر "تي" أن أمام معارضي القانون 15 يوماً للطعن على الحكم، وقال "كاكا باجاو" -المشرع اليساري وأبرز مؤيدي القانون-: "قرار المحكمة العليا انتصار لشعب الفلبين".
وأضاف: "هو غير كامل، لكنه رغم ذلك نصر تاريخي، ما دامت الدولة مكلفة بتطبيق برنامج الصحة الإنجابية فنحن الفائزون".
وقال مسؤولو الكنيسة بالفلبين إن القرار أحزنهم، وقال الأسقف سقراط فيلجاس رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الفلبين في بيان: "الكنيسة متمسكة بقدسية حياة الإنسان".
المسلمون يقبلون
يذكر أن علماء مسلمين في الفلبين أفتوا بجواز تنظيم الأسرة من أجل صحة الأم والطفل، وقال العلماء في فتوى وقع عليها 20 فقيهاً من أنحاء الفلبين: إن الشرع يعطي الأزواج المسلمين حرية اختيار تنظيم الأسرة أو عدمه، حيث إن الفتوى تعطي المسلمين حرية استخدام الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة ما دامت آمنة، ومقبولة شرعاً، ويقوم بها طبيب، مؤكدين أن: تنظيم الأسرة لا يعني الإجهاض الذي هو محرم شرعاً في الإسلام، ولا تحديداً للنسل، بل يقصد به المباعدة بين الولادات، وأن القرار ينبغي أن يكون نابعاً من الزوجين.
وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية، وصل عدد السكان في الفلبين إلى 97 مليون نسمة، مقارنة بـ76 مليوناً في عام 2000، وتأتي الفلبين في المرتبة الـ12 في قائمة الدول الأكثر كثافة سكانية في العالم.
ويقول خبراء اقتصاد إنه إذا لم تنتهج الفلبين سياسة فعالة لتنظيم الأسرة، فمن المتوقع أن يتجاوز عدد سكانها 140 مليون نسمة بحلول عام 2040.
ويبلغ عدد المسلمين في الفلبين نحو 8 ملايين مسلم، بما يوازي نسبة 10% من إجمالي عدد السكان في البلد.