أعلنت قبائل وعشائر عربية وتركمانية عن تحالف جديد في المنطقة الشرقية من سورية لمحاربة قوات النظام، ووحدات (حماية الشعب) الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي والذي يُعرف اختصارا بـ PYD، وتنظيم "الدولة الإسلامية".
واعتبر أحمد الجوعاني، ممثل عشائر السادة في التحالف، وأحد نواب رئيسه في بيان إطلاق التحالف، أن PYD أحد أدوات النظام الإرهابية لقتل الأبرياء، وتشريد المدنيين، مشيرا إلى أن العالم يدعم هذه الأدوات بدعوى محاربة الإرهاب "وهم الإرهاب"، على حد تعبيره، مضيفاً: "النظام، و PYD وجهان لعملة واحدة."
وناشد الجوعاني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو مساعدة السوريين والوقوف إلى جانبهم، مشيرا إلى أن العرب والتركمان "أخوة في الإسلام والوطن"، وأن غايتهم الدفاع عن أنفسهم، مؤكدا أن الحلف الجديد يتكوّن من عشائر "أصيلة، ومتنوعة تمثل شرائح المجتمع السوري"، وفق تعبيره.
واجتمع مساء السبت الفائت في مدينة أورفة جنوب تركيا ممثلون لخمس عشرة قبيلة وعشيرة عربية وتركمانية لتشكيل التحالف الجديد، حيث اختاروا الشيخ علي أنور البورسان (من شيوخ قبيلة الولدة) رئيسا، وعمر الدادا (ممثل التركمان)، والمحامي أنور الكطاف، والشيخ أحمد الجوعاني نوابا له.
وقال الدادا إن التحالف الجديد يعتبر روسيا وإيران وحزب الله أعداء له، مرحبا بانضمام المزيد من القبائل والعشائر إلى التحالف، بشرط أن لا تكون مهادنة للأطراف التي أعلن التحالف محاربتها، مشيرا إلى أن التحالف سيقوم بتشكيل فصائل عسكرية تتبع للجيش الحر لتحرير المنطقة الشرقية من قوات النظام وتنظيم الدولة والوحدات الكردية، والمساعدة في تأسيس قواعد عيش مشترك بين مختلف مكونات منطقة الجزيرة السورية من عرب، وتركمان، وكرد.
وتعد المنطقة الشرقية كبرى المناطق السورية من حيث المساحة حيث تضم محافظات ثلاثاً (الرقة، دير الزور، الحسكة)، وهي منطقة عشائرية، حيث تضم قبائل عربية معروفة (الجبور، الولدة، طي، النعيم، البقارة، وسواها..)، وتقع تحت سيطرة عدة قوى في سورية، حيث يفرض تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرته على كامل محافظة الرقة تقريبا، وكامل محافظة دير الزور باستثناء عدة أحياء داخل المدينة والمطار العسكري، كما يسيطر على أغلب ريف الحسكة الجنوبي.
ويتقاسم النظام السيطرة على محافظة الحسكة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي انتزع السيطرة على مدينة تل أبيض وريفها شمال مدينة الرقة من تنظيم الدولة منتصف العام الجاري، فمارس عمليات تهجير وتطهير عرقي واسعة ضد سكان المنطقة الحدودية من عرب وتركمان، وفق منظمة العفو الدولية، حيث اضطر الآلاف منهم للجوء إلى تركيا، كما أكد ناشطون محليون أن الوحدات الكردية قامت بعمليات سلب ونهب، حيث لا تزال تغلق بلدة سلوك جنوب تل أبيض أمام من بقي من سكانها منذ حزيران/ يونيو الفائت.