طائرات ورقيَّة
أنا أيضاً لعبتُ بالطَّائرات الورقيَّة
كنت أستغل رياح البحر، في شاطئٍ
تكشط فيه النوارس أجنحتها
كي تبقى بيضاء دافئة
في سماء صافية،
حيث لا ينهدر الشتاء أبداً،
تخربش الطائرات الورقية أهواءهم.
كان البحر جوقة لصيحاتي
كان رفيقي، الثوب الأزرق.
ظننتُ أنّ لي قلوباً لا نهائيَّة.
وعندما كانت تعلو الطائرة الورقية، فكَّرتُ بجدِّيَّة
أنَّ واحداً من قلوبي كاد يخرج
في نزهةٍ للسَّماء.
■
عين نورس
لؤلؤة الريح الصغيرة
وقد تكون أيضاً
قطرة من السماء
■
عامل "النطرون"
الدم يهدر فيك كنهر
تصقل الشمس فيه رأسها
قبضتك زهرةٌ صامدة
امنح الأحجار صدرك الأنيق.
بريقك يشبّه بالسراب
الريح وهبتك المهارة.
فإن احتاجت الأرض قشرة أخرى
فلن ينفعها سوى جلدك
أسند رأسك لمنحدر جديد وستستمر
سيخترقك عمودك الفقري
شق مثمر، كتوم وشره
سيمدّد جبهتك
فتتشابه مع السهول الدافئة.
■
نشيد في جبال الساحل
الحجر
أودّ أن أغنّي الحجر!
آه منه، إنه أمي المُعتمة، أمي المُنقسمة!
حينما يضمّه حبّي ويداعبه،
يبقى في يدي، نقياً دافئاً،
كشكل الأرض المُعتِم.
الحجر هو وردة نائمة في حزنها
رغوة الموت، كطحين فظيع
لربما أصبح الحجر بسمةً
للصَّمت الجاثي على ركبتيه،
خميرةُ الغضب والعظام.
الحجر منقوع، كفاكهة مجففة،
أو في حشد لخيال جامد،
يتذكر الرجل جذوره الذَّابلة
الحجر، متسوّل وقمة
دوماً هو أكثر من شيٍ مزروع.
* أندريس سابيلا (1912-1989) شاعر تشيلي من أصل فلسطيني مولود في مدينة أنتوفاغاستا. بدأ الكتابة وهو فتى في الرابعة عشرة. نشر عام 1929 ديوان "الكنانة"، أول أنطولوجيا شعرية في أنتوفاغاستا، وكانت تضم بعض قصائده، وفي العام الذي يليه صدر ديوانه الأول "منحى متردّد".
انتقل بعد ذلك إلى سانتياغو، حيث التحق بكليَّة الحقوق، لكنه لم يكمل دراسته بها. انضم إلى "جماعة التقدم"، وهي ذات اتجاه اشتراكي. كان مديراً لمجلة "سارية"، ومنذ عام 1933 ترأس تحرير كتيبات شعريَّة باسم "اتجاه" كما انتمى إلى الحزب الشيوعي، وكان عام 1937 أحد مؤسسي جماعة رابطة المثقفين ضد الفاشية.
نشر سابيلا كتباً عديدة، واشترك في إصدارات جامعية وكتب مقالات في عدة صحف مثل "آخر الأخبار"، "الثانية"، "القرن" و"الأمَّة".
** ترجمة عن الإسبانية غدير أبو سنينة