كما هو الحال بالنسبة للقوات الإيرانية في سورية، فقد تكبدت القوات الإيرانية في العراق خسائر بشرية ومادية كبيرة اضطرت طهران للإعلان عن عدد من قتلاها، وكان أبرزهم مساعد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، الجنرال حميد تقوي، حيث قضى قرب تكريت مع عدد من مرافقيه.
وتقدر قيادات عراقية بوزارة الدفاع في بغداد عدد قتلى الحرس الثوري والمليشيات الإيرانية وقوات الباسيج بأكثر من 300 قتيل بقليل، بالإضافة لنحو 600 جريح نحو نصفهم أصيب بإعاقة دائمة خلال معارك السنوات الماضية.
ووفقا للمصادر ذاتها فإن من بين القتلى 69 جنرالا وضابطا رفيعا، قضوا في معارك قرب تكريت والفلوجة وجرف الصخر وسامراء بين نهاية عام 2014 وحتى مطلع عام 2016، تراوحت رتبهم العسكرية بين جنرال وعميد وعقيد ورائد ونقيب وملازم. كما قتل 11 آخرون يحملون الجنسية الأفغانية ويقاتلون كمتطوعين مع الحرس الثوري.
ومن أبرز قتلى الحرس الثوري الجنرال حميد تقوي نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وأحد مؤسسي الحرس الثوري الإيراني في الثمانينيات، والعميد محمد رضا حسيني وهو مسؤول استخبارات الحرس الثوري، وقتل قرب سامراء (120 كلم شمال بغداد)، والعميد صادق ياري كلدره الذي قتل في تكريت (170 كلم شمال بغداد)، والجنرال مهدي نوروزي وهو قائد العمليات الخاصة الإيرانية، والعقيد الطيار كمال شيرخاني والعقيد الطيار شجاعت علي، فضلاً عن عشرات الضباط الإيرانيين الآخرين.
وظهر ضباط ومقاتلون إيرانيون في مناطق مختلفة من العراق خلال المعارك أبرزهم قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتجول في تكريت وبيجي وجرف الصخر وعلى مشارف الفلوجة، وتعرض لعدة محاولات اغتيال نجا منها بأعجوبة، كان أخطرها على مشارف الفلوجة قبل نحو 7 أشهر.
وكشفت مصادر خاصة أن مواجهات واشتباكات مباشرة جرت بين قوات الحرس الثوري والباسيج الإيرانية من جهة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة أخرى في مدن تكريت وبيجي وجرف الصخر والفلوجة بين عامي 2014-2016 قتل فيها كبار قادة وضباط الحرس الثوري الإيراني وعشرات الجنود الآخرين.
وكان ناشطون عراقيون وثقوا لحظات عبور عشرات الشاحنات الإيرانية، المليئة بجثث الجنود الإيرانيين، الذين قضوا في العراق، بمعارك مع تنظيم "داعش"، عبر المنافذ الحدودية مع العراق، متجهة نحو طهران، كان أشدها خلال معارك سامراء وتكريت وبيجي منتصف عام 2015 ومعارك الفلوجة مطلع 2016.