ارتفعت معدلات القصف الجوي بواسطة الطائرات والمدافع على أحياء وحارات مدينة الفلوجة، مع فشل سابع محاولة اقتحام لها منذ مطلع الشهر الماضي من قبل الجيش العراقي، لترتفع معها أعداد الضحايا من المدنيين، الذين شكل النساء والاطفال غالبيتهم العظمى.
وأفاد مدير منظمة الاغاثة الانسانية الدولية في فرع الفلوجة، علي غزال، لـ "العربي الجديد"، بأن "ليلة أمس كانت الاكثر وحشية منذ اندلاع الازمة، إذ قصفت الطائرات والمدافع مدينة الفلوجة بأكثر من 100 صاروخ وقذيفة مدفعية، راح ضحيتها عشرات الاطفال والنساء والمدنيين الأبرياء".
واوضح غزال أن " قوات الحكومة باتت تلجأ الى القصف العشوائي داخل المدينة بعدما عجزت عن اقتحامها منذ ما يزيد عن اربعة أشهر، وهو ما يؤدي الى سقوط مزيد من الضحايا".
ولفت غزال إلى أن حكومة المالكي تفرض قيوداً على الصحف والمؤسسات الاعلامية المحلية، وتتكتم على الموضوع خشية افتضاح ملف الانتهاكات التي يرتكبها الجيش في الفلوجة. وأضاف أن الفلوجة تتعرض لحصار مطبق يمنع دخول المواد الغذائية والانسانية اليها، وهو ما يهدد بمجاعة حقيقية تخالف كل القوانين، مستغرباً صمت الامم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأكد غزال أن أكثر من 200 ألف مواطن لا يزالون يسكنون الفلوجة من أصل مليون نسمة، وهؤلاء انقطعت بهم السبل، وليس لهم مصدر مالي يمكّنهم من الرحيل عنها والسكن في مناطق أخرى.
على صعيد متصل، أعلن مستشفى الفلوجة ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في الفلوجة بفعل القصف الجوي والمدفعي للجيش الى 241 قتيلا ً واصابة 1125.
وقال رئيس وحدة الاطباء في مستشفى الفلوجة، الدكتور احمد الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن المستشفى استقبل منذ اندلاع الازمة في الفلوجة، 241 قتيلاً، بينهم 190 طفلا وإمرأة قتلوا بالقصف، كما استقبل 1125 جريحاً جميعهم من المدنيين.
وأوضح الشامي أن سبب ارتفاع عدد القتلى في صفوف النساء والاطفال هو تركز القصف على المنازل، خصوصاً بعد غروب الشمس، منذ نحو اربعة أشهر، مشيراً إلى أن عمليات القصف تتم بواسطة صواريخ وقذائف مدفعية وهاون تتسبب بحرائق تعم المدينة.
من جانبه، رجح عضو في مجلس عشائر الفلوجة العسكري، أن يقدم المالكي على شن هجوم واسع من اربعة محاور على الفلوجة، مستخدماً غطاءً جوياً يتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي بعد وصول قطعات اضافية للجيش إلى حدود الفلوجة الشرقية والجنوبية.
وقال الشيخ ايوب الدليمي لـ "العربي الجديد": "نتوقع أن يقدم على حماقة جديدة محاولاً دخول الفلوجة من أجل إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وتأجيل الانتخابات، ونتوقع ذلك خلال أيام قليلة".
وأضاف الدليمي: "لدينا سبعة خطوط دفاعية تحيط بالفلوجة ومن المستحيل اقتحام المدينة التي ستكون مقبرة لكل من يحاول الدخول اليها بغير إذن من أهلها".