وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات من غارات استهدفت المقر الرئيسي للهلال الأحمر السوري في فندق الكارلتون بمدينة إدلب، يعتقد أن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قامت به.
وذكرت مصادر محلية أن القصف استهدف فندق الكارلتون، الذي يعتبر المركز الرئيس للهلال الأحمر، مؤكدة خلوه من أي وجود لقوى عسكرية. وأوضحت المصادر أن القصف أدى إلى إصابة عدد من عناصر الهلال الأحمر، بينهم رئيس قسم الهلال الأحمر في مدينة إدلب، مأمون خربوط، حيث نقل الجرحى إلى المشافي الميدانية في إدلب.
ويتخذ الهلال الأحمر من فندق الكارلتون مقرا له في إدلب منذ أكثر من عامين، حيث تجري فيه ومن خلاله عمليات تسليم الأسرى بين النظام وفصائل عسكرية، أو تبادل الجرحى، إضافة إلى إشرافه على عمليات التهجير من محيط دمشق إلى إدلب.
وكانت طائرات حربية روسية شنت، في وقت متأخر من ليلة أمس، غارات على قرية قصر البريج في ريف حلب الشرقي، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، وجرح ثلاثة آخرين.
من جهة أخرى، شنت قوات النظام والمليشيات الموالية لها، فجر اليوم، هجوما على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حلب الشرقي، لكن عناصر التنظيم تمكنوا من صد الهجوم بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الجانبين، وسط قصف جوي ومدفعي لقوات النظام على أطراف مدينة الباب الجنوبية.
وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام سعت مجددا للتقدم نحو مواقع التنظيم شرقي حلب، حيث بدأت هجومها من مواقعها في مطار كويرس العسكري، وحاولت التوغل باتجاه قرية شويلخ، الواقعة على الطريق الواصل بين الكلية الجوية وناحية دير حافر، لكن عناصر التنظيم تصدوا لها وأوقعوها في عدة كمائن في محيط القرية، في حين ردّت قوات النظام بقصف صاروخي على محيط ناحية دير حافر وقرية بيجان والطرق الواصلة بين هذه المناطق، وغارات جوية على مواقع التنظيم في أطراف بلدة تادف، بريف الباب الجنوبي، ما تسبب بوقوع خسائر في صفوف التنظيم.
وكانت قوات النظام تمكنت، خلال الأيام الماضية، من إحراز تقدم شرقي حلب، في إطار سعيها لتأمين مطار كويرس وإبعاد "تنظيم الدولة" عن مواقعها في المنطقة.
كما تدور معارك عنيفة بين الجانبين منذ فجر اليوم في ريف حمص الشرقي، في إطار مواصلة "تنظيم الدولة" هجومه في المنطقة لاستعادة مواقع خسرها خلال اليومين الماضيين.
وتتركز الاشتباكات في محور قصر الحير الغربي، بالتزامن مع قصف جوي وصاروخي ومدفعي مكثف، ما أسفر عن خسائر في صفوف الطرفين.
ومن جانبها، تسعى قوات النظام لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها أمام التنظيم نهاية العام الماضي في منطقة تدمر والحقول النفطية المحيطة بها.
وفي السياق أيضا، تجددت الاشتباكات بين الطرفين في محيط منطقة مطار السين العسكري قرب مدينة الضمير عند أطراف القلمون الشرقي، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على المواقع التي تقدم إليها التنظيم خلال الأيام الأخيرة، بعد استقدام النظام تعزيزات عسكرية للمنطقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن 16 على الأقل، بينهم 4 ضباط من قوات النظام، قتلوا خلال اليومين الماضيين، جراء قصف واشتباكات عنيفة مع "داعش" في محيط منطقة مطار السين العسكري، الواقع قرب مدينة الضمير، فيما قتل 11 من عناصر التنظيم.
إلى ذلك، قال الائتلاف الوطني السوري إنه وثق، بعد شهر من إعلان وقف إطلاق النار في سورية، 911 خرقا للاتفاق من جانب قوات النظام والمليشيات المساندة لها، ما أدى إلى مقتل 823 شخصا.
وأضاف الائتلاف، في بيان له، أن قوات النظام خرقت الهدنة مستهدفة المناطق السكنية، وأماكن الاشتباكات مع "الجيش السوري الحر"، في حين سجل بين الخروقات 114 خرقا مشتركا لقوات النظام والمليشيات الإيرانية، و"حزب الله" اللبناني.
وعلى صعيد الأوضاع بين فصائل المعارضة في الشمال السوري، أصدرت عدد من الألوية والكتائب العسكرية المنضوية ضمن "حركة أحرار الشام" بيانات، أكدت فيها البقاء في الحركة، نافية ما تم تداوله بشأن انشقاقها عن الحركة وانضمامها إلى "هيئة تحرير الشام" التي يقودها هاشم الشيخ، وتشكل "جبهة تحرير الشام" عمودها الفقري.
ومن بين هذه القوى "لواء بدر" ولواء "أحفاد الصحابة" و"القطاع الشمالي لحلب" و"قطاع الشرقية"، و"لواء الفتح" في ريف إدلب الجنوبي، وكتيبة "العباس- قاطع حلب"، و"جيش الإيمان- قطاع حماة".