قصائد مخيِّبة للآمال

23 مايو 2014
إدواردو بشارة نافراتيلوفا (تصوير: كارلوس دوكي)
+ الخط -

هذا ما تَبَقَّى

خوسيه أحضَرَ معه لبنان
وفي حقيبته وضع
ذكرياته ودمه.

أولغا استَحضَرَتْهُ
في كلِّ طبق لاتيني
من الملفوف
وحين تخلط الطَّحينيَّة بحبَّات الحُمُّص
أو تحشو الباذنجان بالأرز.

ثمَّ جاء نينمسو وأبي وعمر
هم أيضا حملوا لبنان في دمهم
وفي ذكريات خوسيه
وأطباق أولغا.

ثم جئنا نحنُ
كارولينا وأنا ودانييل
وأبناء عمومتنا
فرانسيسكا وأولغا لوسيا وكلاوديا،
أولغا وسامنثا ودافيد وأنتونيلا.

حملنا لبنان في دمنا
وفي ذِكرى ذِكرى جَدِّي
وفي الطَّعام الذي أصبح يُعدُّه لنا عمر.

فاليري وكريستينا وكريستن يأكلونه
كذكرى
لذكرى
ذكريات أخرى...


نظرةٌ على البحر

أتساءل إن كانت سمكات القرش
ترى انعكاس القمر
ثابتاً على البحر

أتساءل إن كانت أيضاً
تُغرِقُ أحزانها.


بُعد

من بعيدٍ تضيء أنوار الميناء
قاربَين يرسوان على الخليج
تحت النجوم التي تُنير نصف الكرة

أستطيع أن أرى النجوم
كل الليل
أن أسند جسدي على الحائط
وأن أطيل الثَّواني حتى الصباح

ثم أتساءل
عمَّا أفعل بعيداً هناك؟


معركة

قرَّر الليل قتلي
أحصنة سباقي تسقط مذبوحة
وأنا ما زلت أحبُّكِ..


لا أحبِّك صامتة


انتهينا من الطعام
بصمتٍ مزعج

وبعكس نيرودا
أكره أن تصمتي...


إراداتٌ غير واعية

لم أُرِد أن يحدث هذا أبداً
أو ربما نعم.


تفكير

رغبتُ الهبوط ألف مرّة ومرّة
بشفتاي على جسدك.

يبدو الأمر سخيفاً...


طريقٌ ضائعٌ


لا أحد أرانا الطريق
وحتى لو فعل، كنا سنضيعه.


تضاد

جمالك ذوى
حين انفجر العنف
الذي حملك
على طحن أسنانك.


نورٌ وعتمةٌ وصمت

XIX

لا توجد الأصوات

هي أصداءُ كوكبٍ وُجِد مرّة
كوكبي وكوكبك الذي سقط
كشجرةٍ في غابة
أحدثَت طقطقةً
وصرخة موت
ثم سكنت إلى الأبد
كهذا الفضاء المتلألئ

لكن
لم يَعُد...


XXIII

الصمتُ فراشةٌ خرساء
تراني وترى اسمك في فمي

الصمت يعرفُ النجوم التي تنطفئ
والنظرات التي لا تعود


الصمتُ صديقٌ جسورٌ
يُنشد مرة
وأخرى يُعاقب

الصمت سهمٌ مسموم
مُصوَّبٌ نحوي

الصمتُ أنتِ.




* شاعر كولومبي من أصل لبناني (ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة)

المساهمون