وذكرت والدة الطفل شيريز نيبر، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" أن ابنها كان في الصف السادس يوم الاعتداء، ولم يتجاوز الـ11 من عمره. وأشارت إلى أن الاعتداء اضطره للتنفس من خلال أنبوب لمدة ثلاثة أيام، كما تم تشخيص إصابته لاحقًا بمتلازمة ما بعد الصدمة جراء الحادث. ولفتت إلى أنها وزوجها، نيك نيبر، وهو طاه، بسحبه من المدرسة وإجراء الترتيبات اللازمة لاستكمال تعليمه في المنزل.
وأوضحت الأم شيريز أن الاعتداء على ابنها لم يكن وليد اللحظة، بل تعرض للمضايقات والتخويف على مدى أكثر من عام. فالطفل كان يمشي على أطراف أصابعه لحالة خلقية لديه، فأوتار أخيل كانت أقصر من المعتاد، ما يمنع كعب القدم من ملامسة الأرض، بحسب شرحها.
ولفتت إلى أن اضطرار كايلر للسير بهذه الطريقة كان يجعل أحذيته تلتوي، ويصبح ثقل الجسم مرتكزاً على الجزء الأمامي من الحذاء، وهذا يسرّع من تمزقه. وقالت للصحيفة: "كنا نشتري له حذاء جديداً كل عدة أسابيع. نظرًا لأن حذائه كان دائمًا مهترئاً، ولذلك قرر بعض زملاء مدرسته أن يضايقوه بسبب ذلك".
وقالت إن الصبي الذي طعن كايلر قُبض عليه وأُوقف عن المدرسة، ووضع تحت المراقبة لمدة عام مع جهاز مراقبة في كاحله.
قبل أيام قليلة من تعرض كايلر للهجوم في أحد أروقة المدرسة، أدرك أنه لا بد أن يكون هناك أطفال آخرون يتعرضون للتخويف والتنمر مثله، لعدم اقتنائهم أحذية جديدة وتتناسب مع الموضة.
وذكرت والدته إن كايلر خضع لجراحة العظام لتصحيح مشيته، مؤكدة أنه كان يرتدي قوالب على قدميه وقت الهجوم عليه في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016. وقالت "لم يستطع حتى الدفاع عن نفسه بسبب القوالب، وبعد أيام قليلة من إخراجه من المستشفى أصيب باضطراب ما بعد الصدمة.
مشروع "ركلات كايلر"
قال كايلر البالغ اليوم الرابعة عشرة لـ"واشنطن بوست": "في مدرستي، كانت الأحذية مشكلة كبيرة حقًاً، كان يجب أن يكون لديك نوع معين من الأحذية الرياضية لتكون رائعاً بنظر الآخرين، مثل الأحذية التي يصممها مغنو الراب وتحمل علامتهم التجارية. في حين كان حذائي مجرد حذاء رياضي أبيض وأسود عادي من وول مارت".
— Stacey (@Stacey1219) September 16, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأخبر كايلر أنه بعد نحو أسبوع من الحادث، قرر وضع صندوق للتبرع بالأحذية خارج منزلهم. كما حصل على إذن من العديد من المتاجر في المدينة لأخذ صناديق الكرتون الكبيرة، كي يجمع فيها التبرعات من أحذية جديدة ومستعملة. وكتب على كل صندوق "ركلات كايلر (...) الرجاء التبرع بالأحذية لمن يحتاجون إليها".
"على مدار أربعة أشهر تبرع الكثير من الناس بالأحذية"، قالت الأم شيريز، ولفتت إلى أن شركة محلية أتاحت لهما استخدام حافلة حتى تتمكن هي وكايلر من التجول في الأحياء ذات الدخل المنخفض مرة واحدة في الشهر. وكانت العائلات تصعد على متن الحافلة وتختار أي نوع من الأحذية التي تريدها، بحسب قولها.
— kylers kicks (@kylers_kicks) May 3, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
في مارس 2017، لم يعد بإمكان عائلة كايلر دفع إيجار شقتهم بسبب تراكم الفواتير الطبية، واضطروا إلى ترك منزلهم. وقررت شيريز وزوجها الانتقال إلى لاس فيغاس أملاً في بداية جديدة. وهناك استأجروا شقة صغيرة جداً في مجتمع محلي للمحاربين القدامى المشردين وعائلاتهم، حيث لديهم قريب من قدامى المحاربين هناك.
بعد هذه الخطوة، قرر كايلر الاستمرار في مشروعه، على الرغم من أن عائلته لا تزال تعاني من مشاكل مالية. وجمع مشروع "ركلات كايلر" منذ ذلك الحين أكثر من 25 ألف زوج من الأحذية، استفاد من معظمها الأطفال المعرضون للمضايقات والتنمر والاعتداء، والمراهقون والمشردون في لاس فيغاس.
تبرعات من مؤسسات معروفة
يتلقى مشروع كايلر حالياً الدعم المستمر من مؤسسة ليدي غاغا "هكذا ولدت"، ومن مؤسسة Zappos for Good اللتين تتبرعان بالأحذية.
— Born This Way (@BTWFoundation) September 27, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت مايا سميث، المديرة التنفيذية لمؤسسة Born This Way Foundation "أنا فخورة للغاية، وأعجبني عمل كايلر في المجتمع"، مضيفة "الشباب مثل كايلر هم مفتاح بناء عالم أكثر لطفًا وشجاعة". وتأخذ سميث، من مقر المؤسسة في سان فرانسيسكو، حقائب مليئة بالأحذية الجديدة والمستعملة قليلاً إلى كايلر كلما زارت لاس فيغاس.
— Zappos for Good (@ZapposforGood) December 26, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت ليندا لاودني، الأخصائية الاجتماعية التي تقاعدت أخيراً من مدرسة ويتني الابتدائية، وهي واحدة من ثلاث مدارس يشملها كايلر بمشروعه، ويضع فيها "خزانة كايلر" التي تحتوي على عشرات الأحذية الجديدة، إن طلاب المدرسة يشعرون بالامتنان.
وأشارت إلى أن طالبة حصلت على حذاء جديد من "خزانة كايلر" بعد أن سخر من حذائها أحد الطلبة. وقالت لاهودني: "عادت إلى الفصل مرتدية حذاءها الجديد، وابتسامة كبيرة على وجهها كأنها فازت في اليانصيب".
لا يزال كايلر يكرس نحو خمس ساعات يوميًا لمشروعه، بما يتناسب مع دراسته المنزلية. وينظف العديد من الأحذية بنفسه قبل عرضها للتبرع. إنه عمل يساعد على الشفاء من اضطراب ما بعد الصدمة، بحسب لاودني.