قصة فلسطيني حرمته أميركا من أبنائه

19 فبراير 2018
الخشية تتوسع من سياسة ترامب لترحيل المهاجرين(العربي الجديد)
+ الخط -


منذ تقلد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكم قبل عام زاد عدد الأشخاص الذين ترحلهم السلطات الأميركية، بحجة عدم صلاحية تأشيرات الإقامة. وتشهد الولايات المتحدة جدلا واسعا في هذا السياق، وخاصة حول الأشخاص الذي أتوا إلى البلاد وهم أطفال بمفردهم، هرباً من بلدان يعصف بها العنف.

وكانت حكومة باراك أوباما قد قوننت تواجدهم بشكل مؤقت، على أن يتم تجديده بانتظار إيجاد صيغة حل قانوني لتجنيسهم. لكن الكثير من الاستثناءات يتم الآن التراجع عنها، للتعجيل بترحيل عشرات الآلاف سنويا.


واحد من هؤلاء المرحلين إلى الأردن حديثا هو رجل الأعمال الفلسطيني، عامر عثمان. فبعد 40 سنة في الولايات المتحدة وزوجة وأربع بنات يحملن الجنسية الأميركية وامتلاكه أكثر من متجر ومحل في أوهايو، وشعبيته بين أبناء الجالية العربية وخارجها في منطقته، وجد نفسه خارجا.

بل إن عضو الكونغرس والممثل عن منطقته تمكن من الحصول على ترخيص خاص يسمح له بالاستمرار والبقاء في الولايات المتحدة دون ترحيله، إلى أن يكون هناك قرار نهائي في قضيته العالقة منذ عشرين عاما. لكن ذلك الإذن الذي حصل عليه تبخر مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وكان عامر يحمل الإقامة الأميركية، لكن لم تجدد له عندما ادّعت زوجته السابقة أن الزواج "حدث للحصول على الأوراق". أسقطت الدعوى وقدمت التماساً مؤكدة أن الضابط المسؤول في الهجرة آنذاك هو الذي أجبرها على هذا الموقف.
لم يشفع له التماسها وظل في العشرين سنة الأخيرة يعيش دون أوراق إقامة، بسبب ذلك الادعاء من زوجته السابقة، والذي تم سحبه.

كما لم يشفع له تشغيل العديد من الناس ولا جنسية زوجته وبناته، وقبل أشهر وضع ممثلون عن السلطات الأميركية المختصة، دائرة الهجرة والجمارك، بقدمه سلسلة إلكترونية، لرصد تحركاته في نيتهم لترحيله.
وعندما أصبح أمر ترحيله شبه مؤكد باع هو وزوجته بيتهما وحجزا تذاكر وأخبرا السلطات أنهما سيغادران البلاد طوعا ويرغبان أن يتم فك السلسلة. وفوجىء في الموعد المتفق عليه أن السلطات لم تدعهما يغادران في الطائرة وأعادتهما أدراجهما، لتعود وتقبض عليه بشكل مفاجئ بعدها بأيام وتضعه في السجن وتقوم بترحيله قسريا، دون زوجته.

ليست قصة عامر عثمان نادرة، فهناك آلاف العوائل التي يتم تفريقها وتسفير الوالد أو الوالدة بالرغم من أنهم دفعوا الضرائب وأثبتوا لعشرات السنين أنهم لم يقوموا بأي مخالفات قانونية، باستثناء الإقامة.

وهناك حالات لأناس جاؤوا إلي الولايات المتحدة وهم أطفال ولا يعرفون حياة أو ثقافة أخرى، يتم تسفيرهم بين ليلة وضحاها. وتعيش مئات الآلاف من العوائل الآن في خوف من مصير ستقرره المساومات السياسية في واشنطن والتي تميل الكفة فيها لترامب وخططه العنصرية.
دلالات