شهد مجلس العموم البريطاني، أمس الثلاثاء، ثاني جلسة استماع لقيادات جماعة "الإخوان المسلمين" حول طبيعة أنشطة الجماعة، ومناهجها، ومدى علاقتها بعدد من الهجمات الإرهابية في مصر أخيراً.
وقال أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية للجماعة، محمد سودان، لـ"العربي الجديد": تحدث خلال جلسة الاستماع ثلاثة من قيادات الجماعة في مقدمتهم الأمين العام لمكتب الإرشاد الدولي إبراهيم منير، الذي أوضح طبيعة المناهج التربوية، ومراحل تربية الأعضاء، ونسيج الجماعة من خلال عرض لأبرز الفئات حيث تضم أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين، إضافة إلى مستويات اجتماعية ومهنية أقل، على حد تعبيره.
أما وزير التعاون الدولي في حكومة هشام قنديل، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، عمرو دراج، فقد أوضح، بدوره، في أول ظهور رسمي له عقب خروجه من مصر منذ نحو خمسة أشهر، "الدور الذي مارسته مؤسسات الدولة العميقة في إفشال تجربة الإخوان في حكم مصر، والتي لم تستمر أكثر من عام"، مشيراً إلى أن "أجهزة سيادية في مصر كانت تصطنع المشكلات لعرقلة الرئيس محمد مرسي".
ولم يقتصر الحضور خلال الجلسة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، على قيادات الجماعة فحسب، بل تحدث عدد من المتخصصين في شؤون الحركات الإسلامية، وكان من بينهم أستاذة علم الإسلاميات في إحدى الجامعات البريطانية، وتُدعى بربرة زولنر، التي أكدت أن الدراسات الأكاديمية التي أجريت حول التنظيم وتكوينه "توضح أن من الصعب على أعضائه اعتناق الفكر المتطرف أو ممارسة أي أعمال إرهابية".
ومن بين الشخصيات التي حضرت الجلسة، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، عبد الموجود الدرديري، ومنسقة حركة "مصريين من أجل الديمقراطية"، مها عزام، وكل من الطيب العلي، ورودني ديكسون، محاميي الجماعة.
وقد استُهلّت الجلسة بالتعريف بسياسة وفكر جماعة "الإخوان" بحضور ممثليها، وكانت هذه هي الجلسة الثانية بعدما استطاعت جماعة "الإخوان" إقناع مجموعة من النشطاء السياسيين والإعلاميين والنقابيين وقادة الرأي البريطانيين، بتوقيع عريضة موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في أعقاب قراره بفتح تحقيق حول جماعة "الاخوان المسلمين" في بريطانيا. وعبّر الموقعون على العريضة عن عميق قلقهم إزاء هذا الإجراء. واعتبر النشطاء أن المضي في هذا التحقيق يخالف قيم الحرية البريطانية.
وتطرق المدعي العام البريطاني السابق، كين ماكدونالد، الذي ترأس جلسة مجلس العموم، خلال كلمته، إلى استعانة الحكومات البريطانية بقيادات الجماعة في وقائع عدة لمواجهة الأفكار المتطرفة، والتي كان من بينها أحداث مسجد "أبو حمزة" في شمال لندن. وسبق للسفير البريطاني في الرياض جون جنكينز، المكلف بالتحقيق حول "الاخوان المسلمين"، أن التقى بعدد من قيادات "الإخوان" في دول عربية عدة، منها الأردن وتونس والمغرب، ومن المقرر أن تعلن لجنته نتائج التحقيق في نهاية يوليو/تموز المقبل.
كذلك تحدثت القيادية "الإخوانية" المقيمة في لندن، مها القزاز، شقيقة خالد القزاز، سكرتير مرسي للشؤون الخارجية، حول رؤية الجماعة لقضايا المرأة.
وفي السياق، وصف أستاذ الدراسات في جامعة "جورج تاون" الأميركية، جون سبسيتو، جماعة "الإخوان المسلمين" بـ"أكبر قوى المعارضة المصرية"، لافتاً إلى أنها "عانت من القمع كثيراً في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس المخلوع حسني مبارك، ورغم ذلك لم تمارس أي أعمال عنف"، بدليل "نقد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لسياساتهم السلمية في الحكم". ورأى سبسيتو أن عهد الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، "لم يأتِ بديمقراطية، ولن يأتي بها"، مشدداً على أنه "لا وجه للمقارنة بين عهد مرسي، وبين عهد عبد الفتاح السيسي".
وعلم "العربي الجديد" أنه يجري الإعداد لمؤتمر دولي، الشهر المقبل، للتعريف بـ"الإخوان"، يشارك فيه عدد من السياسيين الدوليين ورموز من "الإخوان".