أحيا آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الإثنين، فعاليات الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، في محافظات الضفة الغربية، على وقع التضامن مع الأسرى المضربين الذين دخلوا، اليوم، يومهم التاسع والعشرين على التوالي، وسط دعوات للتصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي في نقاط التماس، وإلى تكثيف التضامن مع المضربين.
وانطلقت فعاليات مركزية في مدن الضفة الغربية، بمشاركة شعبية ورسمية ومن كافة شرائح المجتمع الفلسطيني. ورفع الفلسطينيون الأعلام الفلسطينية وأعلام النكبة السوداء التي كتب عليها "العودة" مع رسم مفتاح العودة.
ورفعوا لافتات تؤكد مساندتهم الأسرى المضربين، علاوة على مفتاح العودة وخرائط تاريخية لفلسطين تحمل أسماء مدنها التاريخية، وكذلك أسماء المدن والقرى المهجرة عام 1948. كذلك ارتدى بعضهم ملابس سوداء كتب عليها رقم 1948 مقروناً بكلمة العودة، بينما عزفت فرق كشفية ألحاناً لأغانٍ وطنية للأسرى.
في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، انطلقت مسيرة شارك فيها نحو ألفي فلسطيني من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وجابت شوارع مدينة رام الله، متوجهة إلى مكان الاحتفال المركزي لإحياء ذكرى النكبة، والذي أقيم إلى جانب خيمة التضامن مع الأسرى المضربين وسط مدينة رام الله.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف: "جاء الفلسطينيون اليوم ليحيوا ذكرى النكبة، ويؤكدوا وقوفهم إلى جانب الأسرى المضربين. اليوم تلتحم ذكرى النكبة وحق عودة اللاجئين مع إضراب الأسرى، وهذا تأكيد على الثوابت الفلسطينية".
عميد الأسرى المحررين الفلسطينيين فخري البرغوثي، قال مخاطباً الفلسطينيين من على منصة المهرجان التي اكتظت بعوائل وأمهات وزوجات الأسرى: "لماذا نطالب العالم بالتضامن معنا ونحن مقصرون في قضية التضامن مع الأسرى، إن لم يستيقظ شعبنا، فليعد لنكبة جديدة وهي نكبة الأسرى، كفانا أن نحمّل غيرنا المسؤولية، ولو كانت هذه الجموع منذ أول يوم في التضامن مع الأسرى لما وصلنا إلى 29 يوماً من إضراب الأسرى".
وقبيل بدء الاحتفالات المركزية في الضفة الغربية، عمّ الإضراب التجاري المحافظات الفلسطينية لساعات، وانطلقت ظهراً صافرات الإنذار مدة 69 ثانية بعدد سنوات النكبة، وتوقفت الحركة في الشوارع. ثم عزفت الفرق الكشفية السلام الوطني الفلسطيني ووقفت الجماهير المشاركة دقيقة صمت وحداد على أرواح شهداء فلسطين. وبدت لافتة الهتافات المساندة للأسرى المضربين والتي كانت تتخلل الكلمات الخطابية.
وبعد المهرجان الخطابي، تصاعدت الدعوات للتوجه إلى محيط مستوطنة بيت إيل المقامة شمال رام الله، حيث اندلعت مواجهات هناك، أصيب فيها العديد من الفلسطينيين بجروح وبحالات اختناق، واستخدمت قوات الاحتلال المياه العادمة لرش المتظاهرين ومنع تقدمهم باتجاه حاجز بيت إيل.
وفي مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، أصيب شاب بالرصاص الحيّ من نوع "توتو"، وثلاثة آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عقب مهاجمة جنود الاحتلال للمشاركين في مسيرة إحياء ذكرى النكبة وتضامنا مع الأسرى، والتي انطلقت من منطقة باب الزقاق، وسط مدينة بيت لحم، باتجاه المدخل الشمالي، حيث يتمركز العشرات من جنود الاحتلال هناك.
وفي حي أم ركبة، ببلدة الخضر، جنوبي بيت لحم، أصيب العشرات بالاختناق خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت هناك مع الشبان الغاضبين المطالبين بتحقيق مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، وإحياء لذكرى النكبة.
وأحيا الفلسطينيون في مدينتي الخليل وبيت لحم، الذكرى بمشاركة الآلاف من طلبة المدارس، رافعين الرايات السوداء، وتوجهوا في مسيراتهم لخيم الاعتصام التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام المنتشرة في مناطق عدة.
وشدد نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، في كلمة له أمام المشاركين، على أن الفلسطينيين لن يفرطوا بحقهم، ولن يتخلوا عن قضيتهم حتى عودة كافة اللاجئين إلى ديارهم ودحر الاحتلال.
وناشدت والدة الأسير خالد خديش، وهي أم شهيد أيضاً، الفلسطينيين والعرب بأن يقفوا مع الأسرى المضربين عن الطعام، قائلة: "والد ابني خالد توفى وهو في السجن، وربما أموت أنا أيضا وهو داخل السجن، بالله عليكم أن تقفوا مع أبنائنا وأن تساندوهم وأن تضغطوا على الاحتلال حتى يلبي مطالبهم، وأن يحرروهم ويعيدوهم إلى أهلهم وعائلاتهم".
وقال مدير لجنة خدمات مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، أحمد ذوقان، لـ"العربي الجديد": "إن قضية الأسرى المضربين عن الطعام مرتبطة مباشرة مع ذكرى النكبة، فالأسرى ضحوا وناضلوا نتيجة النكبة التي نفذها الاحتلال، وعلى الفلسطينيين أن يكثفوا من فعالياتهم الشعبية والجماهيرية ضد الاحتلال، حتى تصل الرسالة بأن هاتين القضيتين على سلم أولوياتنا ولن يتوقف النضال إلا بعد تحرير الأسرى كافة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم".