مشكلة المواصلات في مصر متجذّرة، وتشمل كل أنواع المركبات.
لا إمكانية فعلية لمعرفة عدد ركاب كلّ قطار من قطارات السكك الحديدية التي تصل القاهرة بالمدن الأخرى بالضبط، فلكلّ قطار عرباته المتعددة.
والأمر لا يقتصر على الركاب الجالسين على المقاعد. فهناك الجالسون على الأرض داخل العربات أو أولئك الذين يؤرجحون أرجلهم من أبوابها الخلفية أو الجانبية.
بالإضافة إلى هؤلاء، هناك من يعلّقون أنفسهم بأيّ نتوء ظاهر في العربة من خارجها، علّه يصمد فيحملهم إلى مقصدهم، وفي معظم الأحيان يكون ذلك مجاناً. أما من تتأكد مجانية ركوبهم فكثر يتسلقون أسطح العربات، مع ما في هذا من خطر على حياتهم. فعدم الوصول إلى العمل أو غيره أخطر بالنسبة إليهم من أيّ ركوب غير آمن.
في يوم العمل الأسبوعي الأول الأحد الماضي كان الوضع كذلك، عندما التقطت عدسة المصور أحمد الشاهد من "فرانس برس" هذه اللقطات.
هي لقطات لا تكشف فقط أزمة النقل العام في مصر، بل أزمة الفقر والبطالة أيضاً التي تضطر البعض إلى قطع مسافات طويلة يومياً إلى عمله في المصانع والمتاجر والأسواق في القاهرة، وكذلك في المدن الكبرى غيرها. هي أزمة الأرياف والضواحي التي تمدّ المدينة بقوة العمل من دون أن يلقى العامل جزاءه العادل، في ظلّ أزمة اقتصادية ترفع أسعار كلّ شيء في البلاد، من دون أن ترفع الرواتب.
قطارات القاهرة مجتمعات بحالها داخل العربات، وعلى شبابيكها وأبوابها وأسطحها أيضاً.
اقرأ أيضاً: اليوم الأخضر.. لتشجيع المنظمات البيئية في لبنان