كان يا ما كان قطار الشرق السريع، "الأورينت إكسبرس"، هذا القطار الأسطوري الذي شكّل مصدر إلهام وأحلام للأجيال توقف أمس في ساحة معهد العالم العربي ليروي أكثر من رواية وحكاية حول الشرق.
وتم افتتاح المعرض الكبير المكرس لهذا القطار الأسطوري أمس في معهد العالم العربي، والذي سيستمر حتى نهاية الصيف، وسط حشد من المسؤولين، ومن بينهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ورئيس المعهد، جاك لانغ، وفنانون وسينمائيون وكتّاب.
معرض" الأورينت إكسبرس" هو تحفة رائعة من الفن الزخرفي الذي أبهر الأجيال من المسافرين، مشرّعاً أمامهم، على مصاريعها، أبواب الشرق.
هذه التظاهرة الاستثنائية، التي تحققت بفضل مساهمة الشركة الوطنية لسكك الحديد ( SNCF)، تتوزع بين قسمين: الأول، هو القطار نفسه المكون من قاطرة جرارة في المقدمة تتبعها ثلاث عربات فريدة من نوعها.
وتم تجهيز عربة كمطعم لاستقبال الزوار في ساحة المعهد. ويستطيع الزائر أن يباشر تجواله من رصيف المحطة التي أعيد تركيبها بموازاة القطار، قبل أن يصعد إليه ويتفرج عليه عربة بعد عربة، مكتشفاً الأجواء التي كانت ترافق المسافر طيلة رحلته. وكل ذلك مسخر لتحقيق هدفه الأسمى وهو اكتشاف الشرق وسحره.
وفي الجزء الثاني من الزيارة، هناك البعد السينماتوغرافي طيلة مراحل الزيارة، حيث تتراءى خيالات مشاهير المسافرين في الزمن الماضي، وكأنهم خرجوا في هذه اللحظة من العربات ... حضورهم على متن القطار يتبدى عبر الرفاهية التي تبدو نوعاً ما خيالية للقمرات المزينة بالتراصيع والأسلاك النحاسية.
أما الجزء الثالث فيتكون في زيارة متحف "الأورينت إكسبرس"، ويمكن للجمهور أن يرى مقتنيات ومستندات تعود إلى هذا القطار استـُقـْدِمت من الأرشيف، من بينها ملصقات، وأفلام، وصور، بعضها معروض في واجهات بشكل حقائب وكأنها إيحاءات للسفر.
هذا المعرض الفريد من نوعه "للأورينت إكسبرس" يتيح التعرف على المسارات التي قطعها القطار، ومحطاته التي انطلقت من اسطنبول إلى حلب، دمشق، بيروت، بغداد، القاهرة، الأقصر وحتى أسوان...
قصص عديدة عاشها كبار المبدعين من خلال القطار السريع ورحلاته، التي تتحدث عن سحر الشرق، من بينهم مصمم القطار جورج ناجيلماكرس، وأغاثا كريستي ومارلين ديتريش ولورانس العرب وماتاهاري وغيرهم...