ومن شأن اتفاق كبار المنتجين على تثبيت الإنتاج أن يوقف نمو فائض المعروض الذي أدى إلى هبوط الأسعار من مستويات فوق 115 دولار للبرميل، التي سجلتها في يونيو/حزيران 2014.
وكانت وزارة الطاقة والصناعة القطرية، قد أصدرت بيانا الشهر الماضي، قالت فيه إنها "وجهت الدعوة رسميا للدول المنتجة للنفط لحضور الاجتماع الذي تقرر عقده بالدوحة"، وأضافت أن الدعوة شملت "جميع الدول الأعضاء بمنظمة أوبك، بالإضافة إلى الدول المنتجة الرئيسية من خارج المنظمة".
وجاء في الدعوة أن "الحاجة أصبحت ملحة لإعادة التوازن إلى السوق والعافية إلى الاقتصاد العالمي"، وأن هدف الاجتماع "هو اتفاق الدول المنتجة للنفط على تجميد إنتاجها من النفط عند مستويات شهر يناير/كانون الثاني 2016 بهدف الحد من الفائض في المخزون العالمي بما يخدم مصالح جميع الأطراف المعنية.
ووفق وزير الطاقة القطري محمد صالح السادة، "فإن هذا الاجتماع يمثل متابعة للجلسة التي جمعت السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر والتي شهدت الاتفاق على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير/كانون الثاني ودعوة المنتجين الآخرين للمشاركة في هذه الخطوة".
وتوقع الوزير القطري الذي يشغل أيضا منصب رئيس منظمة "أوبك" حالياً، مشاركة أكثر من 15 دولة من داخل وخارج "أوبك" في الاجتماع وهي الدول التي أعلنت دعم مبادرة -تجميد الإنتاج- والتي تمثل 73% من إجمالي إنتاج النفط العالمي.
ونجح الاتفاق المبدئي حول إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه في الدوحة في شهر فبراير/ شباط الماضي رغم أن ذلك لم يتضمن قرارات بخفض الإنتاج، في تعزيز أسعار النفط، حيث ساهم اتفاق كل من السعودية وروسيا بصفتهما أكبر منتجين للنفط في العالم على تجميد معدلات الإنتاج في تحقيق نوع من الاستقرار في السوق العالمية، غير أن العقبة الرئيسية التي ما زالت تعترض الاتفاق هي إيران التي تسعى لتعويض ما خسرته في السوق بسبب العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.
وكان الانحدار الشديد في أسعار النفط منذ منتصف عام 2014 يرجع في أحد أسبابه إلى منافسة عالمية بين كبار المنتجين على الحصص السوقية، ولا سيما بعد أن أنتجت الولايات المتحدة كميات كبيرة من النفط الصخري.
وقضى اتفاق الدوحة المبدئي الذي شاركت فيه السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا بتجميد إنتاج النفط عند معدلات شهر يناير/كانون الثاني الماضي. لكن المجتمعين في الدوحة أكدوا أن تنفيذ الاتفاق مرهون بمشاركة بقية المنتجين الكبار وهو ما سيتم بحثه في اجتماع الأحد، الذي سيكون حاسما.
وسبق أن أعلنت إيران التي قالت إنها قد تحضر اجتماع الأحد في الدوحة "أنها تسعى لزيادة إنتاج النفط وصادراته بنحو مليون برميل يوميا بعد أن تم رفع العقوبات الغربية عنها في يناير/كانون الثاني الماضي. ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين لم تسمهما، قولهما إن إيران قد تحصل على "شروط خاصة" في الاتفاق على تجميد معدلات إنتاج النفط.
وذكر أحد المصدرين أن "إيران لها وضع خاص.. إيران تعود للسوق وتحتاج لفرصة خاصة، ولكن عليها أن تقوم ببعض الحسابات". ونقلت رويترز عن مصدر آخر قوله إن إيران مستعدة لبحث تجميد معدلات الإنتاج بعد أن تصل إلى معدلات ما قبل العقوبات الغربية .
ويبلغ الإنتاج العالمي من النفط حاليا نحو 96.5 مليون برميل يوميا، في حين يبلغ الاستهلاك العالمي قرابة 94 مليون برميل يوميا، بحسب الأرقام المتاحة من وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، ومن المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 بحسب أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية.
وفي الوقت الذي حافظت فيه السعودية على مستوى إنتاجها ثابتا تقريبا خلال مارس/ آذار، واصلت إيران ضخ المزيد من الخام، وذلك وفقا لأحدث تقارير منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" حيث رفعت طهران الإنتاج حوالى 140 ألف برميل يوميا إلى 3.29 ملايين برميل يوميا في مارس/آذار، بالمقارنة مع 3.15 ملايين برميل في فبراير/شباط، بينما قال المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية ركن الدين جوادي، اليوم السبت، إن إنتاج النفط الخام في الوقت الراهن، تجاوز 3.5 ملايين برميل يومياً.
وأكد جوادي أن متوسط صادرات النفط الخام الإيراني في أبريل/ نيسان الجاري، سيبلغ مليوني برميل يومياً، فيما ستشهد صادرات مكثفات الغاز زيادة بنسبة 10% في أبريل/ نيسان قياساً بالمستوى الحالي
بينما ظل إنتاج المملكة عند 10.12 ملايين برميل، إلا أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكد اليوم السبت لوكالة بلومبرغ أن بلاده لن تجمد مستويات إنتاجها النفطي إلا إذا أقدم كل المنتجين الكبار الآخرين، بما في ذلك إيران على نفس الخطوة.
وأضاف الأمير محمد أن السعودية ستضع سقفا لحصتها في السوق يتراوح بين 10.3 ملايين و10.4 ملايين برميل يوميا إذا اتفق المنتجون على التجميد.
اما قطر فإن إنتاجها يبلغ 664 ألف برميل يومياً، في حين تراجع إنتاج الإمارات بحوالي 100 ألف برميل إلى 2.68 مليون برميل يومياً.
لكن العديد من المحللين يشكك في جدوى تثبيت كبار المنتجين ضخهم اليومي قرب أو عند مستويات قياسية في سوق متخمة بتجاوز المعروض للطلب حيث ارتفع إنتاج دول "أوبك" الشهري قرابة 15 ألف برميل إلى 32.25 مليون برميل في المتوسط خلال مارس/آذار، فيما واصلت روسيا -وفق تقرير "أوبك" رفع إنتاجها حوالى 30 ألفا إلى 11.03 مليون برميل يوميا.