نقلت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية، أن قطعات عسكرية تابعة للأسطول 42، التابع بدوره للجيش الإيراني، انطلقت، صباح اليوم الاثنين، في مهمة تدريبية، وأنها ستعبر المياه الحرة الدولية لتصل إلى خليج عدن، ومضيق باب المندب.
وتتشكل هذه القطعات من مدمرة "ألوند" البحرية، ومن ناقلة الدعم المسماة "طنب". وقد انطلقتا بعد إقامة مراسيم حضرها قائد القوات البحرية التابعة للجيش، حبيب الله سياري، بحيث ذكرت القوات البحرية أن هذه القطعات ستركز في مهمتها على مرافقة السفن والناقلات التجارية الإيرانية وحمايتها من أي تهديدات خلال تنقلها في المياه الحرة الدولية، كما أكدت أن "المهمة تحمل رسالة سلام للجيران في المنطقة"، بحسب "فارس".
في سياق متصل، قال قائد القوات البرية التابعة للجيش، أحمد رضا بوردستان، إن القوات المسلحة في بلاده تعمل على رصد التحركات والتغييرات وكل التطورات في المنطقة، "بهدف الوقوف بوجه أي تهديد".
ونقلت وكالة "إيسنا" عنه قوله إن "القوات البرية على جهوزية تامة ومستعدة لمواجهة التهديدات المحدقة بالبلاد، أيا كان نوعها"، مضيفا أن "المنطقة تمر بظروف حساسة، وهو ما يجعل لدى كل الفئات التابعة للقوات المسلحة برامج خاصة لمواجهة التهديدات".
من جهته، قال وزير الاستخبارات، محمود علوي، خلال لقاء جمعه بممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان رضوي، شمال شرقي إيران، أحمد علم الهدى، إن الاستخبارات والأجهزة الأمنية ترصد بدورها كل التحركات في المنطقة، مضيفاً أن المجموعات التي تم تفكيكها أخيراً في الداخل الإيراني دليل على ذلك، وأن الاستخبارات تتعامل بحساسية كبيرة وجدية بالغة مع هذا الملف.
وكانت طهران قد أعلنت، في وقت سابق، عن "إلقاء القبض على عناصر تنتمي لتنظيمات إرهابية كانت تنوي تنفيذ عمليات انتحارية وتفجير مفخخات في أكثر من خمسين نقطة تقع في العاصمة طهران، ومدن إيرانية أخرى".
وفيما يتعلق بتطورات الشأن الإقليمي ورصد المسؤولين الإيرانيين لها وتعليقهم عليها، قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن "طهران تدين الأعمال الإرهابية التي وقعت في فرنسا أخيراً، كما تشجب المحاولة الانقلابية العسكرية الفاشلة في تركيا".
وفي حوار مع "فارس"، أضاف ولايتي أن بلاده "ترفض الخيارات العسكرية في كل من تركيا وسورية والعراق واليمن، وتحترم سياسات كل بلد واختيارات شعوبها، وترفض دعم الإرهاب واستخدام العسكر لتحقيق المآلات، كما ترفض تقسيم المجموعات الإرهابية لمتطرفة ومعتدلة"، واصفا الأمر بـ"المضحك".
ولم يفت المسؤول الإيراني دعوة تركيا إلى "عدم الازدواجية في السياسات"، حسب تعبيره، بحيث شدد على أن "على المسؤولين في الحكومة التركية التنبه إلى أن احترام رغبة الشعوب لا يتعلق ببلدهم وحسب"، مطالبا إياهم بـ"التراجع عن السياسات المتعلقة بالملف السوري". وذكر أن "دعم تركيا لبعض المجموعات المسلحة جعل الداخل التركي في حالة اضطراب وأثار البلبلة".
واعتبر أن "تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل من جهة، ووقوف الحكومة التركية بوجه "المقاومة في سورية" من جهة ثانية، أمران يجب التنبه إلى تبعاتهما"، داعيا دول العالم الإسلامي لـ"التمييز بين الأصدقاء والأعداء"، بحسب رأيه.
وأضاف ولايتي أن أوروبا غير جدية في مكافحة الإرهاب، قائلا إنه من الضروري أن تعمل الأطراف الفاعلة في الإقليم على الوقوف بوجه المخططات التي تستهدف المنطقة وتعمل على تقسيمها وإثارة البلبلة فيها، معتبرا أن "إيران أدركت أهمية وضرورة الوقوف بوجه التطرف، لكن بعض الأطراف لم تستجب، وأصرت على سياساتها، وهو ما جعل رقعة التهديدات تتسع وتصل إلى أوروبا أيضا".
من جهته، أدان رئيس السلطة القضائية في إيران، صادق آملي لاريجاني، "الأعمال الإرهابية"، ورفض ربطها بالدين الإسلامي في فرنسا وغيرها من الدول الغربية. وقال إن وتيرة التحديات التي تواجه المنطقة في ارتفاع، وبأنها باتت تهدد العالم برمته، وهو ما يجعل الجهود الجماعية مطلوبة وضرورية، كما ذكر.