وبحسب ناشطين في البصرة، فإنّ المعتصمين قطعوا جميع الطرق المؤدية إلى حقل مجنون النفطي، على الرغم من الانتشار الأمني المكثف هناك، مؤكدين، لـ"العربي الجديد"، إغلاق بعض المحطات التابعة لحقل غرب القرنة، الواقع ضمن حدود بلدة الصادق بالبصرة، التي شهدت انضمام عدد من شيوخ وأبناء العشائر إلى المعتصمين، الذين أكدوا أنّ حراكهم سيبقى سلمياً حتى تحقيق المطالب؛ وأولها تغيير الحكومة الفاسدة.
ولا يزال متظاهرو بغداد يتجمعون بالآلاف في أربع ساحات رئيسية؛ هي الخلاني والطيران والوثبة وحافظ القاضي، بالإضافة إلى شارع الرشيد وساحة التحرير التي شهدت دعوات بمكبرات الصوت للتبرع بالدم لجرحى التظاهرات، الذين أصيب بعضهم بجروح خطرة بسبب استخدام قوات مكافحة الشغب للقوة القاهرة ضدهم.
وانضمّت أعداد جديدة من الطلبة إلى معتصمي ساحة التحرير، ونظموا نشاطات مختلفة من ضمنها رسم لوحات جسدت تضحيات شباب ساحات الاحتجاج، كما شهدت الساحة افتتاح "بازار" كبير بجهود ذاتية قام بها الطلبة، الذين قرروا عدم العودة حتى تحقيق مطالبهم.
وقال طلاب جامعات مشاركون باحتجاجات بغداد، إن بعض الجامعات لوحت باتخاذ إجراءات ضدهم تصل إلى حد الفصل، موضحين أن هذا الأمر لن يثنيهم عن البقاء بساحات التظاهر للمطالبة بعراق جديد.
كما قامت قوة عراقية بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا في مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى)، فيما اعتدى عناصر أمن على كادر قناة فضائية محلية، كان يقوم بتغطية التظاهرات، ما أدى لنقله إلى المستشفى.
كذلك، قالت مصادر محلية إن طرقا رئيسية في مدينة السماوة ومناطق أخرى بالمحافظة لا تزال مغلقة، فضلاً عن إغلاق المدارس ومؤسسات حكومية مهمة، مشيرة في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن يوم غد الأربعاء سيشهد توسعا في رقعة الإضراب بحسب دعوات تناقلها المحتجون، وانضمام أعداد كبيرة من متظاهري المناطق المجاورة إلى احتجاجات السماوة.
إلى ذلك، رفض قائد شرطة المثنى اللواء سامي الزيادي، الاعتداء على كادر قناة "دجلة" الفضائية، والذي أسفر عن إصابة مصور بجروح في رأسه.
كما زار وفد من الإعلام الأمني العراقي المصور مصطفى الركابي في منزله، مشددا على حماية الكوادر الصحافية.
وفي محافظة كربلاء تواصلت عمليات الاعتقال والمطاردة لكل من ينقل أخبار الاحتجاجات أو يدعو لها، وقررت القوات الأمنية منع التجمعات في المدينة.
وأفادت مصادر طبية عراقية لـ"العربي الجديد" عن مقتل محمد حسن هادي، 17 عاماً إثر إصابته في الرأس بنيران الأمن خلال تظاهرات في حي رمضان وسط كربلاء، فضلاً عن وقوع إصابات أخرى.
وأطلقت قوات عراقية خاصة، الثلاثاء، الرصاص الحي لتفريق متظاهرين تجمعوا على جسر التربية وسط مدينة كربلاء، كما قام بعض عناصر القوة بالاعتداء بالضرب على المتظاهرين، الذين كانت بينهم نساء، بالعصي والهراوات.
Facebook Post |
وشيع المئات من متظاهري الديوانية جثمان أحد قتلى التظاهرات، الذي توفي بسبب جروح أصيب بها في وقت سابق، وسط دعوات لمحاسبة قضائية لقتلة المتظاهرين في جميع المدن العراقية.
في غضون ذلك، شهد مجلس النواب العراقي، مشادات كلامية بين أعضائه؛ بسبب تجاوز أحد النواب على متظاهري محافظة ذي قار.
وقالت مصادر برلمانية، لـ"العربي الجديد"، أن أحد النواب حاول التجاوز على متظاهري ذي قار ووصفهم بكلمات غير لائقة، ما دفع أعضاء في مجلس النواب لدعوته للاعتذار، الأمر الذي تسبب بمشادات كلامية وفوضى داخل قاعة المجلس.
وبحسب وسائل إعلام محلية إن عضو البرلمان عن مليشيا "العصائب" عبد الأمير الدبي، حاول التجاوز على المتظاهرين، ما دفع نائبا من تحالف "سائرون" للتصدي له دفاعا عن المحتجين، ونتج عن ذلك مشادات كلامية.
وتم التصويت على تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات، خلال الجلسة التي كان مقرراً أن تُجرى في إبريل/ نيسان المقبل، إلا أن الحكومة أجلتها حتى إشعار آخر.
وأبرز الفقرات التي تضمنها التعديل هي إلغاء عمل مجالس المحافظات والأقضية والبلدات، ومنح ممثلي المحافظات في البرلمان حق الرقابة على المحافظ ونائبيه، حتى إجراء انتخابات محلية جديدة.