قلقٌ روسي من إقامة قاعدة إيرانية في الساحل السوري

27 مايو 2019
وافق بوتين على شن ضربات إسرائيلية على إيران بسورية(Getty)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، في عددها الصادر الإثنين، أن إيران قد تنشئ قاعدة عسكرية بحرية في مرفأ بانياس السوري، الواقع بين قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين.

وفي مقال بعنوان "إيران قد تزاحم القواعد الروسية في سورية"، نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فضل عدم الكشف عن بلاده، قوله إن "النشاط الإيراني في محيط بانياس لن يكون له مفعول مزعزع للاستقرار على المنطقة فحسب، وإنما أيضاً على تلك القوى التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة. من المهم النظر إلى ما يجري حول الميناء، لأنه قد يصبح في الأفق قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأبيض المتوسط".

ولفت المصدر إلى أنباء سابقة بأن ناقلة النفط "ترو أوشن" الإيرانية المتجهة إلى تركيا، وعلى متنها نحو 130 ألف طن من الخام الإيراني الخاضع للعقوبات الأميركية، عدلت عن مسارها في 5 مايو/أيار الحالي، وسط ترجيحات بأنه تمّ تفريغها في بانياس.

وتوقعت "نيزافيسيمايا غازيتا" أن وصول إيران إلى المتوسط سيحرم روسيا من احتكارها للوجود الاقتصادي في الساحل السوري، وسيخلق بعض المخاطر في مجال الأمن، مرجحة أن الجانب الروسي يدرك ذلك، لكن دون أن يستطيع عرقلة الاتصالات الوثيقة بين النظام السوري وطهران.

وأضاف كاتب المقال: "ساهمت القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية الموالية لها، في صمود النظام السوري. زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران ومقابلته المرشد الأعلى علي خامنئي في فبراير/شباط الماضي، جاءتا إشارة أخرى بأن دمشق لا تنوي التضحية بالعلاقات مع شريكها الشيعي".


بدوره، أوضح الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، فريدريك هوف، أن روسيا وإيران تتعاونان إستراتيجياً في سورية، لكن هناك خلافات بينهما على المستوى العملي.

وقال هوف، الذي شغل سابقاً منصب المستشار الخاص للتحول السوري في وزارة الخارجية الأميركية، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضوء الأخضر لإسرائيل لشن ضربات على إيران وحزب الله في سورية، شريطة ألا تستهدف قوات النظام. روسيا قلقة من رغبة إيران في تكرار النموذج اللبناني في إقامة قوة موازية للدولة على غرار حزب الله".

وخلص الدبلوماسي الأميركي السابق إلى أن "إيران تحتاج إلى بقاء الأسد في السلطة لوضع السوريين تحت خدمة حزب الله، بينما يحتاجه بوتين، حتى إذا لم يكن يحبذ الأسد، لأنه ينظر إليه على أنه رمز للنصر الروسي على المخطط الأميركي لتغيير النظام السوري".