شهدت الأيام الأربعة الماضية موجة ااغتيالات بعد تصفية ثلاثة من علماء الدين في العاصمة الأفغانية كابول، بينهم أشهر خطيب وعالم دين في أفغانستان، المولوي سميع الله ريحان، المعروف بولائه للنظام وعدائه للجماعات المسلحة.
كما قتل عالمان آخران هما؛ الخطيب وإمام مسجد سيد نور محمد، والمحامي وعالم الدين شبير أحمد كاموال، في الطريقة عينها من خلال كمين نصبه لهما مسلحون في وضح النهار.
أما ريحان فقتل بتفجير وقع أثناء صلاة الجمعة نجم عن عبوة ناسفة زرعت في المسجد.
هذه السلسلة من اغتيال علماء الدين بدأت في مدينة جلال أباد وقتل خلالها عشرة من علماء الدين وخطباء المساجد خلال الأسابيع الماضية، قبل أن تنتقل إلى كابول.
وأثارت الاغتيالات قلق واستياء سكان كابول ومعظم المناطق التي تقطنها عرقية البشتون.
من جهتها، أكدت الحكومة الأفغانية أن قتل علماء الدين يتم من خلال مؤامرة مبرمجة، مشددة على أنها لن تألو جهدا في كشف الأيادي الضالعة في قتل علماء الدين، معربة عن أسفها الشديد حيال القضية.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للحكومة عبد الله عبد الله، في بيان له، إن اغتيالات علماء الدين أمر لن يحتمل، وهي في الحقيقة مؤامرة ضد علماء الدين وضد الشعب بأسره.
كما جدد عبد الله وعد الحكومة بالعمل من أجل متابعة القضية وكشف ملابساتها، وأمر الداخلية بوضع آلية من أجل الحفاظ على المساجد وتوفير الحماية اللازمة لعلماء الدين.
من جانبه، أعرب مجلس شورى علماء الدين عن حزنه الشديد حيال اغتيالات علماء الدين، وقال في بيان له، إن علماء الدين الذين يرفعون أصواتهم من أجل الحفاظ على النظام يتم استهدافهم بصورة ممنهجة، مطالبا الحكومة باتخاذ خطوات لازمة بهذا الصدد.
بدوره، قال المولوي عبد الولي حقجو، أحد خطباء كابول، لـ"العربي الجديد" إن "هذه السلسلة من الاغتيالات أثارت الذعر في أوساط علماء الدين، وهذه الاغتيالات ليست لأهداف سياسية كما يرى البعض، بل هي سلسلة ممنهجة تقف وراءها أياد خفية تعمل ضد الدين وضد البلاد".
وطلب حقجو من الحكومة الأفغانية ومن المؤسسات الأمنية الاهتمام بالقضية، والقضاء على الأيادي الخفية، وأن توفر الأمن والحماية اللازمة لعلماء الدين والمساجد.
وفي تعليق له على القضية قال الناطق باسم الداخلية، نصرت رحيمي، لـ"العربي الجديد" إن الحكومة تأخذ القضية على محمل الجد، منوها إلى أن ليس لديها آلية خاصة من أجل حماية علماء الدين، ولكنهم جزء من الشعب و الحكومة تعمل لحماية الشعب كله.
ووفق مجلس شورى علماء الدين فإنه خلال الـ15 عاما الماضية قتل ألف من علماء الدين في مختلف مناطق أفغانستان.