افتتحت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، ووزير الخارجية البريطاني وليام هيج، الثلاثاء، في لندن قمة "غير مسبوقة" عن العنف الجنسي أثناء النزاعات واستخدام الاغتصاب "كسلاح حرب".
وتعهد وليام هيج وأنجلينا جولي بأن تصدر إجراءات عملية عن المؤتمر العالمي الأول لوضع حد للعنف الجنسي في الصراعات سعيا لمعاقبة المسؤولين عن هذا العنف ومساعدة الضحايا.
وينعقد المؤتمر في الفترة من العاشر وحتى 13 يونيو/ حزيران وسيدعو إلى حماية النساء والأطفال والرجال من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في المناطق التي تشهد حروبا.
ويحضر المؤتمر نحو 1200 شخص بين وزراء ومسؤولين عسكريين وقضائيين ونشطاء من حوالي 150 دولة.
وقال هيج وجولي إن المؤتمر تتويج لعامين من العمل وإنهما يسعيان لوضع إجراءات ملموسة لاعتقال ومعاقبة المسؤولين عن مثل هذه الجرائم ومساعدة الضحايا.
وقالت جولي أمام وسائل الإعلام لدى وصولها إلى مكان انعقاد المؤتمر في مركز إكسل في منطقة دوكلاندز في لندن "لقد تأخرنا كثيرا في تناول هذه القضية".
وتترأس نجمة هوليوود وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا للاجئين والوزير البريطاني، حتى يوم الجمعة، أهم حدث يخصص لهذا الموضوع حتى اليوم، يجمع وفودا تشمل ممثلين حكوميين ومنظمات غير حكومية وشخصيات دينية وخبراء عسكريين وقانونيين وجمعيات خيرية وأفراداً من المجتمع المدني.
كما يشارك 48 وزير خارجية إضافة إلى عدد من الضحايا والشهود والفاعلين على الأرض على غرار الطبيب النسائي الكونغولي دنيس موكزيجي، الذي يعالج نساء تعرضن للاغتصاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وإلى جانب التحديات الرسمية تطرح القمة برنامجاً مفتوحاً أمام العامة يشمل ورشات عمل وندوات ومعارض وأفلاماً صامتة للتوعية بمشكلة خطيرة غالباً ما تبقى مخبأة وسط فظائع الحرب.
وترمي القمة إلى "إيقاظ الضمائر" حول انتشار هذه الآفة و"مكافحة انعدام المحاسبة" إضافة إلى إطلاق العنان لمبادرة تصاعدية تترجم "أعمالا ملموسة على الأرض".
وتعكس الأرقام الواقع المخيف. فحسب الأمم المتحدة يتم اغتصاب 36 امرأة وفتاة يوميّاً في الكونغو الديمقراطية، حيث يقدر عدد النساء اللواتي عانين من العنف الجنسي منذ 1998 بأكثر من 200 ألف. واغتصبت ما بين 250 و500 ألف امراة أثناء إبادة في رواندا عام 1994، وأكثر من 60 ألفاً أثناء النزاع في سيراليون، و20 ألفاً على الأقل في نزاع البوسنة في مطلع التسعينيات.
وينضم إلى أنجيلينا جولي وهيج الجمعة، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قال: إن هذه القضية جزء من كفاحه الشخصي.
وفي فبراير/شباط الماضي كتب الوزيران البريطاني والأمريكي مقالة أكدا فيها "شاهدنا الفظائع. الآن بات ينبغي معرفة إن كنا نستطيع بذل الجهود والطاقات من أجل منعها". وصرح كيري الاثنين، في صحيفة ايفنينج ستاندارد "الكثير من الأماكن التي زرتها كوزير خارجية ما زالت تحمل ندوب زمن كان الاغتصاب يستخدم كتكتيك قمع وتخويف".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه ينبغي بدء اعتبار الاغتصاب في زمن الحرب "جريمة دولية كبرى وليس كنتيجة لا مفر منها لأي نزاع". وأضاف "ينبغي لاحقا اقناع كل حكومة برفض توفير ملجأ لمن يرتكب هذه الأعمال الشائنة". هذه النقطة الاخيرة "ينبغي أن تكون احدى الخلاصات الرئيسية لقمة لندن" بحسب كيري.
كما سيجري بحث كيفية تحسين الأنظمة القانونية وتدريب العسكريين وتوفير الدعم للضحايا. كما سيطرح في لندن ملف مصير أكثر من 200 تلميذة خطفتهن جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة في نيجيريا.
ويلتقي هيج الخميس نظيره النيجيري وممثلين عن الدول المجاورة بنين وتشاد وكاميرون والنيجر لبحث سبل كبح الجماعة الاسلامية.
وعلى غرار نظيره الأميركي يريد هيج، الضلوع بشكل جدي في مكافحة العنف الجنسي أثناء الحرب. فعندما أعلن عن انعقاد القمة في فبراير/شباط في واشنطن روى كيف استلهم أنجلينا جولي وفيلمها "في بلاد الدم والعسل" الصادر عام 2011 حول الحرب في البوسنة.
وأقر آنذاك أنه لولا هذا الفيلم الأول لها كمخرجة، لما أبصر اجتماع لندن النور. بعدها زار هيج برفقة جولي البوسنة حيث التقيا ضحايا الاغتصاب في أثناء الحرب الطائفية.
وكررت جولي، التي بدت متأثرة كم تشعر بالاستياء أمام "إحدى أكثر الجرائم فظاعة ووحشية" على الاطلاق.