قمة مكافحة الإرهاب والتطرّف: تجفيف المنابع الفكرية ومنع الهجمات

16 فبراير 2015
سيعلن أوباما عن استراتيجية للتضييق على المتطرفين(جويل صمد/فرانس برس)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" من مصادر أميركية فدرالية ومحلية مدعوة إلى حضور قمة مكافحة الإرهاب والتطرف المقرر أن يستضيفها البيت الأبيض منتصف الأسبوع الحالي، والتي تبدأ جلساتها التمهيدية غداً الثلاثاء، أن القمة ستناقش في سياق جدول أعمالها مسألة الإساءة إلى الأديان والأنبياء والرموز المقدسة، باعتبار ذلك من العوامل المؤججة للتطرف. 

ويرى بعض المسؤولين الأميركيين ضرورة عدم الخوض في ما يتعلق بالمقدسات خارج نطاق الجامعات والمراكز البحثية والعلمية الحصيفة، فيما يجادل نظراؤهم الأوربيون بأن حرية التعبير بالقول أو الرسم أو الكتابة لا يجب تقييدها مهما كانت العواقب. وبدأ الجدل في شأن ما يمكن طرحه في المؤتمر قبل أن تشهد كوبنهاغن، يوم السبت الماضي، هجومين مسلحين، أحدهما على مركز ثقافي كان يحتضن جلسة نقاش حول العلاقة بين الإسلام وحرية التعبير، حضرها الفنان السويدي لارس فيلكس الذي سبق أن نشر رسماً للنبي محمد، وبعد مرور أكثر من شهر على هجوم شارلي إيبدو، ليظهر أن منع وقوع مثل هذه الهجمات مستحيل أو صعب على أقل تقدير. 

ورفض مسؤول في المكتب الصحافي التابع للبيت الأبيض الحديث عما يتضمنه جدول أعمال قمة مكافحة الإرهاب، غير أنه أكد أنها سيتخللها اجتماع على مستوى وزاري لوزراء ومسؤولين أمنيين كبار، يمثلون عدداً كبيراً من الدول الحليفة للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والتطرف، بغرض التشاور حول أفضل السبل لمنع الهجمات المحتملة مستقبلاً وتجفيف المنابع الفكرية للتطرف. وطبقاً لما ذكره المصدر، فإن القمة ستتخذ مسارين متوازيين.
الأول داخلي يلتقي خلاله مسؤولون أمنيون من مختلف أنحاء الولايات والمدن الأميركية. وسيكون هذا المسار برعاية نائب الرئيس جو بايدن، والثاني خارجي برعاية الرئيس باراك أوباما نفسه، وسيشارك فيه مسؤولون أمنيون كبار من دول صديقة. وأضاف المصدر أن الضيوف الأجانب سيتم لقاؤهم في مبنى الخارجية الأميركية يوم الخميس المقبل، إذ سيجتمع بهم الرئيس أوباما، ويلقي كلمة يشرح فيها توجه الولايات المتحدة إلى تجفيف منابع التطرف، واستراتيجيتها للتضييق على المتطرفين خلال السنوات المقبلة. وستبدأ أعمال القمة باجتماع تمهيدي، غداً الثلاثاء، يركز على القضايا الداخلية الحصرية على الأميركيين، برئاسة بايدن في البيت الأبيض مع قادة محليين يمثلون السلطات المحلية الأمنية والاجتماعية القادمة من الولايات التي يهمها الاشتراك في مكافحة الإرهاب.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر محلية في ولاية مينسوتا الأميركية، أن وفداً من مسؤولي الولاية الأمنيين، سيشارك في القمة لإبداء الرأي حول المخاوف التي ترددها الصحافة الأميركية، من انتشار التطرّف في أوساط الجالية الصومالية بولاية مينسوتا، إذ إنها الولاية التي يعيش فيها العدد الأكبر من المهاجرين الصوماليين، ممن يعملون في مختلف المهن. 

وتصاعدت هذه المخاوف بعد أن أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" أن آخر المدرجين في قائمة أخطر المطلوبين في قائمة الإرهاب هو سائق سيارة أجرة صومالي المولد أميركي الجنسية، وإن لم يكن من سكان مينسوتا.

ففي نهاية الشهر الماضي، نشر "إف بي آي" قائمة جديدة لأخطر المطلوبين، يتصدرها المطلوب الأول ليبان حاجي محمد (29 عاماً). ويشتبه مكتب التحقيقات الفدرالي بعلاقة الرجل بحركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي جائزة مقدارها 50 ألف دولار أميركي لمن يدلي بأي معلومات تقود إلى إلقاء القبض على الرجل الذي يحمل جواز سفر أميركي، وكان مقيماً حتى شهر يوليو/تموز من عام 2012 في شمال ولاية فرجينيا على مشارف العاصمة واشنطن.

ونشر موقع "إف بي آي" تسجيلاً مصوراً على "يوتيوب" يتضمن صوراً وأوصافاً ومعلومات إضافية للمدرج الجديد في قائمة المطلوبين في قائمة الإرهاب. ويخشى المكتب أن يتولى المطلوب تجنيد أفراد لصالح حركة الشباب، أو التسلل إلى أميركا وقيامه بتنفيذ مخططات إرهابية في البلاد.

وكان البيت الأبيض قد أعلن سابقاً أن القمة التي دعا إليها أوباما بعد هجوم باريس ستركز على دور السلطات المحلية في المدن والبلديات والأحياء السكنية في مختلف ولايات أميركا، وخلق نوع من التعاون بين الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية، ممثلة في عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي). ويشارك في القمة أئمة مساجد ورجال دين مسلمون وقادة محليون في عدد من المدن الأميركية، تلقوا دعوات من البيت الأبيض لحضور المؤتمر، إذ يعوّل البيت الأبيض كثيراً على رجال الدين المسلمين في الولايات المتحدة في إنجاح المؤتمر، ويعتبر الدور المناط بهم في مكافحة التطرف وتجفيف منابعه مهماً جداً.

المساهمون