واختتم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، في واشنطن، اجتماعاً كبيراً استمر ثلاثة أيام "ضد عنف المتطرفين"، بحضور ممثلين لأكثر من ستين دولة ومنظمة.
ومن بين المشاركين، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ووزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، ورئيس الاستخبارات الروسي، ألكسندر بورتنيكوف.
وأعد البيت الأبيض لهذا اللقاء منذ فترة طويلة، وكان يفترض أن يثير ضجة كبيرة بعد الاعتداءات في باريس وكوبنهاغن، وفي أوج هجوم عسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال أوباما "نحن موجودون هنا لأننا موحدون ضد آفة التطرف والإرهاب"، داعياً الحكومات الحليفة لبلده إلى "البقاء ثابتة في المعركة ضد منظمات إرهابية".
لكن الرئيس الأميركي حذّر من أن هذه المعركة "لا علاقة لها بأن نكون يهوداً أو مسيحيين أو مسلمين: فكلنا في المركب نفسه، وعلينا أن نتكاتف للخروج من هذه الأزمة".
ويرى الرئيس الديمقراطي أن "فكرة أن الحرب هي ضد الإسلام كذبة مخيفة"، وكذلك فرضية "أننا نواجه صدام حضارات".
من جهته، فضل كيري إدراج مكافحة "الإرهاب"، خصوصاً "الإسلامي"، في مجرى التاريخ المعاصر. وقال إن "القرن العشرين يعرف بمكافحة الانهيار الاقتصادي الكبير والعبودية والفاشية والاستبداد. الآن جاء دورنا (...) يطلب منا اليوم خوض حرب جديدة ضد عدو جديد".
وتحدث عن "معركة أساسية لجيلنا".
أمّا نظيره الأردني، ناصر جودة، فقد رأى أنها "الحرب العالمية الثالثة (...) حربنا كمسلمين (...) حربنا الجماعية كأسرة دولية".
من جهته، قال بان كي مون، في الواقع "ظهور جيل جديد من الجماعات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام (في نيجيريا) يشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن العالميين".
وإلى جانب مشاطرته قلق واشنطن من سيطرة الجماعتين على مساحات واسعة، قال إن أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي من أكثر من مائة بلد التحقوا بتنظيم "الدولة الإسلامية"، في الأشهر الأخيرة، بينهم أربعة آلاف جاؤوا من أوروبا.
وقال كيري، إنه أمر "غير مسبوق"، مشيراً إلى أنه عدد مماثل للجهاديين الذين توجهوا "للقتال في أفغانستان في الثمانينيات (...) لكن خلال عقد كامل".
وأكّد كازنوف، من جهته، أن "أكثر من 400 شاب فرنسي موجودون حالياً في المنطقة السورية العراقية"، و"1400 فرنسي يشاركون بشكل أو بآخر في الشبكات القتالية".
وفي هذا السياق، أكّدت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض، سوزان رايس، التزام بلادها بتسريع تقاسم المعلومات مع حلفائها حول "الجهاديين" الأجانب.
لكن بمعزل عن الدعوات إلى "تضامن" الأسرة الدولية، لم يؤد الاجتماع إلى أي إجراء ملموس.
وقال النائب الجمهوري، مايكل ماكول، إنها "قمة بلا مضمون"، بينما تحدث آخرون عن "ندوة بلا أهمية".
اقرأ أيضاً: أوباما: الاعتقاد بأن الغرب يحارب الإسلام مجرد "كذبة بشعة"
ومع ذلك أشاد بيان البيت الأبيض "بخطة عمل ضد التطرف العنيف 5"، التي تبناها المشاركون، ويفترض أن تؤدي إلى "تقدم عملي خلال قمة ستعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة" في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقالت رايس "قد نحتاج إلى سنوات، وربما إلى عقود، لننجح، لكننا سننتصر".