قمع الشرطة البرازيلية يرسم الوجه القبيح للمونديال.."البلاك بلوك" تتوعّد!
يبدو أن حل الحكومة البرازيلية لأزمات الأمن وأطفال الشوارع والتظاهرات لم يكن سوى بمزيد من القمع من قبل الشرطة، بحثاً عن هدوء للأوضاع، لن يأتي على الإطلاق بهذه الطريقة التي لا تزيد سوى الاحتقان في البلاد، قبل بطولة كأس العالم 2014، وبعدها دورة الألعاب الأولمبية، 2016.
ولا يخفى أن العنف، في أي منطقة في العالم، سيقابله العنف، وهو ما يؤرق زوار البرازيل خلال المونديال، بعد تزايد وتيرة التظاهرات والإضرابات، إلى جانب القهر الذي يعاني منه سكان المناطق القريبة من ملاعب المباريات، والتي جرى إخلاؤها بالقوة.
وانتشر مقطع فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أن بطش الشرطة كان الحل الأول لمواجهة التظاهرات، ولإخلاء المنازل ومواجهة أي معترض، ليواجه الشعب مصير المذنبين دون تفرقة بين نساء أو أطفال أو كبار في السن. فالقمع يطاول الجميع.
وقبل أيام من انطلاق البطولة الدولية الأولى، بدأت المواجهات مع الشرطة تتزايد رداً على العنف والقمع، ورفضاً للبطولة التي يرون فيها "إهداراً للمال العام" على حدث مخصص "للأجانب الأغنياء"، على حد تعبير أحد المشاركين في التظاهرات.
ويبدو أن قلق الحكومة المتزايد قد دفعها للاعتماد بشكل أكبر على قوات الشرطة الفيدرالية والجيش في المدن المستضيفة للمونديال، لصد أية محاولة لتعكير صفو البطولة، وهو الأمر المتوقع بسبب الاحتقان الموجود في الشارع البرازيلي.
وبالرغم من أن الوضع ازداد سوءاً خلال الفترة الماضية، إلا أن رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، لم تر في التظاهرات سوى أنها "ثمن الديموقراطية"، دون النظر إلى أسبابها، ودوافع المشاركين للنزول إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للبطولة.
أما خلال اليومين الماضيين، فكان رد الفعل الطبيعي على العنف هو العنف، وهو ما ظهر جلياً في التهديدات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من مجموعة تسمي نفسها "بلاك بلوك"، والتي أكدت أنها ستسعى بكل قوتها لإفشال عرس "المونديال".
وأكدت المجموعة، التي تتكون من شباب الطبقات المتوسطة والفقيرة، أن مهمتها ستكون التخريب وإحداث المشاكل للمنتخبات المشاركة والجماهير التي ستأتي لمتابعة الحدث، كاعتراض منها على القمع وإهدار المال العام في "بطولة الأغنياء".
وظهرت صفحة على فيسبوك تحمل اسم "بلاك بلوك برازيل"، ووضعت قائمة باسماء الفنادق التي ستقيم فيها المنتخبات خلال فترة البطولة والتي سيتم التظاهر أمامها، قبل أن يتم تأمين الصفحة عن طريق الخصوصية، وإخفاء محتواها عن غير المشتركين.