قناة عراقية مموّلة إيرانياً تُشجع انضمام لبنانيين لـ"الحشد الشعبي"

13 يناير 2017
المراسل يظهر مع أسلحة فردية في تقريره التلفزيوني (يوتيوب)
+ الخط -

 

اختتم مراسل قناة "الطليعة" العراقية، يحيى الطفيلي، تقريره الذي أعده من لبنان باستعراض مسدس حربي، ليؤكد عبر هذا المشهد "استعداد العشائر اللبنانية للقتال إلى جانب "الحشد الشعبي العراقي"، وأن "السلاح زينة الرجال".

 انتشر فيديو التقرير القصير الذي تضمن لقطات مصورة قليلة الجودة، لآليات عسكرية تابعة لـ"الحشد الشعبي" في العراق، إلى جانب لقطات لمجموعة سيارات رباعية الدفع قديمة الطراز، تُشتهر باستخدامها من قبل الخارجين عن القانون في محافظة البقاع شرقي لبنان.

وفي توليفة بين المشهديتين، لجأ مُعد التقرير إلى استعراض مجموعة أسلحة فردية بينها مسدسات ورشاشات حربية روسية.

كما تضمن التقرير مقابلات صورت داخل منزل لثلاثة شبان لبنانيين يتحدثون باسم "عشائر البقاع"، و"عشيرة آل أمهز"، و"عشيرة آل زعيتر"، و"أهالي بعلبك"، مُعلنين استعدادهم "للقتال حتى آخر نفس مع قوات الحشد الشعبي في العراق".

وردّ المراسل هذه الرغبة العارمة لدى الشبان إلى "قدسية أرض العراق المُستدامة من واقعة كربلاء وجهاد الحسين".

وأشارت مصادر صحافية عراقية لـ"العربي الجديد" إلى أن القناة تتبع لأحد مكونات "الحشد الشعبي العراقي"، وهو "حزب الطليعة" الممول من إيران، والذي يتزعمه محمد تقي الدين المدرسي.

وأوضحت أن "الدعم الإيراني لكل مكونات الحشد الشعبي" لا يقتصر على التشكيلات العسكرية فقط التي تتلقى السلاح والعتاد، بل يمتد لتشكيل أذرع إعلامية لكل مليشيا مُشاركة في الحشد".

كما أكدت هذه المصادر مساعدة "حزب الله" في تشكيل وتدريب هذه المجموعات، وهو ما يُفسر الزيارات المُتكررة لقادتها إلى الضاحية الجنوبية لبيروت. وسبق لمراسل "الطليعة" في لبنان أن غطى الأحداث اللبنانية من انتخاب رئيس الجمهورية، إلى انعقاد أولى جلسات الحكومة في قصر الرئاسة اللبنانية في بعبدا شمالي بيروت. 

تجربة الحشد في لبنان!

وسبق للبنان أن خاض تجارب مُتعددة مع أجسام عسكرية وشبه عسكرية شعبية، قال مؤسسوها أنها "لمساندة الجيش اللبناني في مكافحة الإرهاب وفي مقاومة العدو الإسرائيلي"، وهي تشكيلات تتبع لأحزاب متحالفة مع "حزب الله".

وتُشكل "سرايا المقاومة" التي أسسها "حزب الله" في تسعينيات القرن الماضي، أولى أشكال المليشيات المنظمة التي شكلها الحزب لتضم مقاتلين لا ينتمون إلى بيئته الطائفية والدينية في مشروع مقاومة إسرائيل، وما لبث هذا التشكيل أن تحول إلى مليشيا يبرز اسمها مع كل اشتباك في مناطق لبنانية يسكنها مؤيدون ومعارضون لـ"حزب الله" كخلدة وعرمون والسعديات وبيروت.

وكانت مشاركة "السرايا" في أحداث السابع من مايو/أيار 2008 أبرز مثال على استخدام هذه المليشيا لسلاحها في الداخل اللبناني.

كما حمل عام 2015 نداءً وجهه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إلى أهالي البقاع الشمالي، ذات الأغلبية الشيعية، داعياً إياهم إلى "عدم السماح  ببقاء أو وجود تكفيري واحد على الحدود". وهو ما ترجمته العشائر من خلال إعلان تشكيل "لواء القلعة" (قلعة بعلبك)، التي سريعاً ما خاضت اشتباكات بسبب خلافات شخصية وتجارية مع عائلات سنية في مدينة بعلبك.


كذلك استجاب أحد أشهر تجار المخدرات والمطلوبين للقضاء اللبناني، نوح زعيتر، إلى نداء نصر الله، وظهر إلى جانب عدد من المسلحين مؤكداً استعداد أبناء عشيرته للقتال إلى جانب الحزب في الجرود.

وأكدت صور نشرها زعيتر وتجمعه مع قادة ميدانيين في "حزب الله" في الجرود الفاصلة بين لبنان وسورية تأييد الحزب للمعارضة المُسلحة التي نفذها زعيتر، وذلك في تناقض واضح مع الإعلان الصريح لنصر الله عن استعداد الحزب للتعاون مع القوى الأمنية والعسكرية ومع "حركة أمل" لتحسين الأوضاع الأمنية في منطقة البقاع الشمالي التي تصاعدت فيها مُختلف أنواع الجرائم خلال السنوات القليلة الماضيةـ وذلك بسبب ضعف الانتماء الرسمي، واستمالة الحزب لأعداد من أبناء العشائر إلى صفوفه بعكس رغبة زعماء هذه العشائر.

وفي شمال لبنان أيضاً برز خلال العام الماضي اسم "حماة الديار"، وهو تشكيل شبه عسكري نظم مجموعة لقاءات ونشاطات رياضية مع الجيش اللبناني، قبل أن يُعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق عن حل الحركة.

وشكلت "سرايا التوحيد" التي أعلن رئيس حزب "التوحيد العربي"، وئام وهاب، عن تشكيلها نهاية العام الماضي، أحدث التنظيمات المُسلحة التي تُشكل قوة رديفة للجيش اللبناني، وإن أظهر العرض شبه العسكري الذي قدمه عناصر "التوحيد" هزالة تنظيمها وتجهيزها، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على باقي التشكيلات التي يدعمها ويمولها "حزب الله" والتي تضم مئات المقاتلين المُدربين الذين يتنقلون بين سورية والعراق واليمن.